علي بن بكار يتحدث عن الأشياء التي تحزنه فيقول " منذ أربعين سنة ما أحزنني شيء سوى طلوع الفجر " .. وابو سليمان يقول: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا".. ورجل صالح يضرب على قدميه التي تورمت من صلاة الليل ويخاطبها " يا أمارة بالسوء..ماخلقت الا للعبادة ".. وعبد العزيز بن ابي رواد يضع يده على فراشه ويقول " ما ألينك..لكن فراش الجنة ألين منك "..وسعيد بن المسيب يصلي الفجر بوضوء العشاء وما بينهما قيام.. اما الامام حسن البصري فيجيب على سؤال شغل كثيرون وشغلنا.. عن السر العجيب في النور الذي يسطع على وجوه القائمين والمستغفرين في الأسحار؟ الاجابة " خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره" ..النوم لذة والخروج منه مشقة..يزيد الأمر تعقيداً شيطان يضرب على الرؤوس ويصدالقلوب.. اما ذنوب النهار فهي شيطان آخر ينشط بالليل فيقيد ويحجب ويمنع.. لكن اجواء خاصة وحدث جلل بالليل يدفع عبد من عباده الى نفض فراشه وقهر شيطانه..اجواء تعشقها الروح وبحضور ملائكي في غياب بشر انهكتهم الدنيا فناموا بعمق .. اما الحدث الجلل فيخص مالك الملك ورب العباد الذي يتنزل في الثلث الأخير من الليل..يتنزل نزولاً يليق بجلاله.. يتزل ليغفر ويقبل التوبة ويجيب الدعاء.. كيف تغمض الأجفان وتهمد الأجساد في وقت نزول الرحمن الرحيم ؟! المجاهدون انفسهم والصالحون اكثر قدرة على استشعار الحدث فينتبهوا وينتصبوا..يروضوا نهارهم ليستسلم لهم ليلهم..وتسعد قلوبهم وارواحهم كل ليلة بحوار مع الله..قيام الليل ضرب من ضروب التميز بين الخلق وحالة خالق يصطفي خاصة مخلوقيه... Facebook: Elbarjal