أصبحت الفتاوى السلفية مثار جدل في الآونة الأخيرة، ولاسيما بعد الفتوى التي حرمت مشاهدة الأطفال للقنوات الخاصة بهم، وذلك لاحتوائها على الموسيقى، حيث استنكر إسلاميون الفتوى، مؤكدين أنه لا أساس لها في الشرع، موضحين أن أصحاب هذه الفتاوى يفتقدون إلى صحيح الفقه الإسلامي وأصوله وأحكامه. البداية عندما أفتى الداعية السلفي عمرو عبد اللطيف، بعدم جواز مشاهدة الأطفال للقنوات الخاصة بالنشء، نظرًا لأنها تحتوى على موسيقى، زاعمًا أن الإسلام يحرم الموسيقى، وبالتالي لا يجوز مشاهدة هذه البرامج، وطالب الأمهات بمنع أطفالهن من مشاهدة تلك القنوات. وجاءت فتوى "عبداللطيف"، ردًا على سؤال: "ما حكم مشاهدة الأولاد للقنوات الخاصة بالأطفال وبها موسيقى؟"، وأجاب "عبد اللطيف" في فتواه التي ألقاها خلال برنامجه على قناة البصيرة، قائلاً: "لا يجوز للأطفال مشاهدة القنوات الخاصة بهم طالما فيها موسيقى"، داعيًا أولياء أمورهم لمنعهم عن هذه القنوات. قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، إن هذه الفتاوى لا تنم إلا عن عقلية تفتقد إلى الفقه الإسلامي وأصوله وأحكامه. وأضاف كريمة، في تصريح خاص ل"المصريون"، أن المسلمين أيام الرسول كانوا يستخدمون الدف والمزمار ولم يتم تحريمه، متسائلا: كيف لهؤلاء أن يحرمون الموسيقى؟! وتابع أن أصاحب هذه الفتوى لديهم "عُقد" من الفنون الجميلة ولا يفقهون الفرق بين تماثيل تُعبد من دون الله وغير ذلك. من جانبه، قال الدكتور عبدالفتاح عبدالغني العواري، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزاهر، إن الفتاوى التي تصدر عن هؤلاء تدل على تشددهم وخروجهم عن الوسطية . وأضاف العواري، في تصريح خاص ل"المصريون"، أن مشاهدة الأطفال لتلك القنوات وسماعهم للموسيقى لا حرج فيه. وأشار إلى أن هناك موسيقى تدعو إلى حب الوطن والجد والعمل فهل هي حرام؟! مشيرًا إلى أن الموسيقى الحرام هي ما تدعو للباطل والخلل في الدين. في السياق ذاته، قال الدكتور محمود حربي، المدرس بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، إن كل ما اشتمل على حلال وحرام فهو حلال . وأضاف حربي، في تصريح خاص ل"المصريون"، أن التعميم في مثل هذه الأمور غير مطلوب ويجب أن ننظر لهذه القنوات وما يعرض فيها من ناحية الإفادة وغير الإفادة. وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبيح اللعب واللهو للأطفال، مشيرًا إلى أن تحريم الموسيقى محل خلاف بين الفقهاء.