سقطت قذيفة صاروخية، مساء اليوم السبت، على مركز بنغازي الطبي (أكبر مستشفيات شرقي ليبيا)، دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات في صفوف المرضى أو العاملين في المستشفى، في حادثة هي الثالثة من نوعها خلال الأيام الثلاثة الماضية. ومنذ الخميس الماضي، سقط على المركز الطبي أربع قذائف صاروخية، في إطار المعارك المندلعة في المدينة بين الجيش الليبي، التابع لمجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق، شرقي البلاد، من جهة، وقوات تنظيم "أنصار الشريعة"، ومقاتلي كتائب إسلامية أخرى موالية للتنظيم، من جهة أخرى. وقال خليل قويدر، رئيس المكتب الإعلامي في مركز بنغازي الطبي، لمراسل "الأناضول"، إن "مركز بنغازي، الذي يعتبر أكبر المستشفيات في شرق ليبيا، تعرض اليوم، لسقوط قذيفة صاروخية، بعد ساعات من استهدافه، مساء أمس الجمعة، بقذيفتين صاروخيتين"، فيما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن القصف حتى الساعة 17: 45 (ت.غ). وأشار "قويدر"، أن المستشفى تعرضت، أمس الأول الخميس، أيضا للقصف بقذيفة صاروخية أخرى، أصابت موقف السيارات المخصص للموظفين، لافتاً إلى أن "جميع حوداث القصف، لم تسفر عن وقوع إصابات، ولكنها ألحقت أضرارا مادية كبيرة في مبنى المستشفى". من جانبه، استنكر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، في ليبيا، مارتن كوبلر، حادث القصف، وقال في تصريح نشره على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك"، إن "هناك تقارير مقلقة حول تعرض مركز بنغازي الطبي للقصف". ودعا، "كوبلر"، إلى أن "تكون الأهداف المدنية محمية دائماً، معتبرا، أن قصف المركز الطبي في بنغازي، "جريمة حرب". والخميس قبل الماضي، لقي مدنيان مصرعهم وأصيب تسعة آخرون بجروح خطيرة، إثر سقوط قذيفة عشوائية أمام مركز بنغازي الطبي، بحسب ما أفاد مسؤول بالمستشفي وقتها. وتشهد بنغازي (ثاني أكبر المدن الليبية)، معارك مسلحة بين قوات الجيش الليبي المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في طبرق من جهة، وقوات تنظيم "أنصار الشريعة" وكتائب إسلامية أخرى موالية للتنظيم من جهة أخرى، فضلاً عن وجود عناصر تتبع لتنظيم "داعش" في المدينة. وتتهم الحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب والجيش التابع لها، تنظيمي "أنصار الشريعة" و"داعش"، بإطلاق القذائف على الأحياء والتجمعات السكنية، الأمر الذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين خلال عام ونصف. وطيلة تلك الفترة لم يرد تنظيم "أنصار الشريعة" على تلك الاتهامات بينما تبنى تنظيم "داعش"، إحدى تلك الهجمات التي أسفرت عن مقتل 7 مدنيين بينهم 3 أطفال، إثر سقوط قذائف على حي "بلعون". وقال التنظيم، آنذاك، إنه أطلقها على "جند الطاغوت"، في إشارة لقوات جيش مجلس النواب.