رأى الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، أن ما يتردد فى الآونة الأخيرة من توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، هو خداع للشعوب العربية وإهدار لكرامتها، مشيرًا إلى أن الاتفاق مع كيان يقصد إسرائيل يحكمه متطرفون وعنصريون يعد استسلامًا لهم. وقال "البرادعي"، فى بيان له نشره على حسابه على موقع "تويتر": "فى الظروف الحالية العالم العربى فى حالة اضمحلال وانقسام واقتتال، الولاياتالمتحدة فى حالة استقطاب حاد ولم تعد القضية الفلسطينية من أسبقيتها، أوروبا فى حالة تشرذم سياسى واقتصادي ومنكفئة على مشاكلها، الصين وروسيا وباقي المجتمع الدولى غير قادر على القيام بدور فى هذا الشأن والأسوأ أن الجميع غير راغب فى ممارسة أى ضغط على إسرائيل لأسباب جيوسياسية مرتبطة بمصالحهم الآنية". وأضاف "البرادعى": "إسرائيل فى حالة تطرف يميني عنصري غير مسبوق، الشعب الفلسطيني فى صراع داخلي وفاقد للقدرة على الحفاظ على نفسه ككيان متماسك". وأكد أنه فى تلك الظروف نخدع أنفسنا وشعوبنا إذا حاولنا إيهامهم بأن هناك إمكانية حاليًا لسلام حقيقي وليس مجرد استسلام، مناشدًا العرب: "فلنحافظ الآن على النذر اليسر المتبقي من كرامتنا ومصداقيتنا ولتكن أسبقيتنا كعرب خارج إطار الشعارات الجوفاء وسياسات الغرف المغلقة". وطالب "البرادعى" بمساعدة الشعب الفلسطيني بجدية على بناء كيان قوي موحد يعبر عنه ويدافع عن حقوقه التى تُغتصب كل يوم، مضيفًا: "التركيز خلال تلك المرحلة البائسة على إنهاء خلافاتنا المصطنعة والعمل على بناء أمة عربية قائمة على العلم والحرية والكرامة الإنسانية". واختتم بيانه قائلًا: "فى هذا الوقت فقط وعندما نصبح أمة لها رؤية وأهداف وسياسات مشتركة سيكون هناك توازن قوى فى المنطقة وسيمكننا أن نتكلم بواقعية عن سلام مع أنفسنا ومع إسرائيل وغيرها". يشار إلى أن "البرادعي" رفض، حينما كان يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، امتلاك إسرائيل للسلاح النووي، مطالبًا بإخضاعها للرقابة الدولية، وذلك فى إطار إخلاء المنطقة العربية من أسلحة الدمار الشامل. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد طرح مبادرة لحل القضية الفلسطينية من خلال تحقيق سلام "أكثر دفئًا" مع إسرائيل، وتحقيق الأمان للفلسطينيين والإسرائيليين. وقال "السيسي"، خلال افتتاح عدد من المشروعات بمحافظة أسيوط، فى 17 مايو الجارى، إن "هناك مبادرة عربية وفرنسية وجهودًا أمريكية ولجنة رباعية تهدف جميعا لحل القضية الفلسطينية، ونحن في مصر مستعدون لبذل كل الجهود التي تساعد في إيجاد حل لهذه المشكلة". وأضاف: "لو قدرنا كلنا أن نحقق مع بعض حل هذه المسألة وإيجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين ستكتب صفحة أخرى جديدة يمكن أن تزيد عما تم إنجازه من معاهدة السلام (بين مصر وإسرائيل)". ودعا الرئيس المصري الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم، معربًا عن استعداده للعب دور الوساطة بين تلك الفصائل، والتأكيد على أن ذلك لا ينبع من سعيها للبحث عن دور ريادي "لكنها مستعدة لبذل كل الجهود لحل المشكلة".