لوغاريتمات كأس العالم، كلمة تتردد الآن بعد مرور أكثر من عشرة أيام على بدء فعاليات قمة كرة القدم العالمية، مفاجآت، متغيرات، عمالقة انقلبت إلى أقزام، وأنصاف عمالقة تجاوزوا العمالقة، الجميع فى حيرة، المراهنات قلبت رأساً على عقب، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا هزموا من فرق مصنفة أقل منهم بكثير، من سيصل إلى النهائى، ومن سيفوز بكأس العالم؟، ومن هى الدولة التى ستكون الحصان الأسود للبطولة؟.. أسئلة تتبادر إلى ذهن الملايين المتابعين لأحداث العالم، ومن لديه الحنكة والخبرة لم يستطع الإجابة عن هذه الأسئلة التى باتت صعبة جداً، حتى الأرجنتين الفائزة بمبارياتها لا نعلم ماذا سوف تفعل بعد ذلك؟، هل أصابت لعنة الفراعنة كأس العالم، هل الخروج الظالم لمصر من كأس العالم تسبب فى كل هذه اللخبطة، أم أن كرة القدم جزء من حياتنا اليومية، وبالتالى فلابد أن ينعكس عليها ما يحدث فى العالم من متغيرات ومن صعود وهبوط. العالم كله يتأرجح الآن سياسياً واقتصادياً، وكيانات كبيرة ربما تنهار قريباً وكيانات قد تظهر على السطح أيضاً مستقبلاً، وطبيعى أن ينال كرة القدم جزء من هذه اللخبطة. حتى الكرة التى اختارها السيد بلاتر ورفاقه، كرة هلامية، لا يدرى اللاعبون خاصة حراس المرمى إلى أين تذهب، كرة صاحبة مزاج تذهب إلى المكان الذى يروق لها، ولا تهتم بأن انحرافها عن مسارها قد يسبب ضياع لاعبين والقضاء على مستقبلهم الكروى بدءاً من الحارس الإنجليزى مروراً بالحارس الجزائرى واليابانى وبعض المدافعين والبقية تأتى. كنا جميعاً نعيب على منتخبنا الوطنى وعلى فرقنا المحلية أنها يوم فوق ويوم تحت، ولكن أثبت لنا كأس العالم 2010 أن هذا أصبح سمة كرة القدم، لا فريق فوق الهزيمة، أعنى أن الفرق من الممكن أن تؤدى مباراتها بمستوى متدن لا يليق بها أو باسمها أو حتى بالملايين التى تدفع فى لاعبيها المدللين. كلنا كنا نحلم وما زال حلمنا باقياً أن نرى مباريات على مستوى يليق بقمة كرة القدم العالمية. ■ الشىء الوحيد المبهر فى رأيى حتى الآن، هو أن جنوب أفريقيا استطاعت أن تملأ المدرجات بالجماهير.. كيف..؟ لا أدرى. أيضاً ما يثير استغرابى هو أن المباريات تقام فى مواعيدها، وأن الأمن مستقر إلى حد كبير فى دولة الجريمة تكمن فى كل طرقها وأحيائها خاصة جوهانسبرج. ■ يجب علينا أن نرفع القبعة ونعطى تحية كبيرة لدولة جنوب أفريقيا لمحافظتها على المباريات حتى النهاية، وبلا شك أنه بانتهاء الدور الأول سوف تقل المسؤوليات الأمنية إلى النصف، فبعد هذا الدور يرحل نصف الفرق ويبقى فقط الأول والثانى من كل مجموعة. فى نهاية مقالى هذا دعونى أحلم بأن تفوز سويسرا بكأس العالم هذا العام وتصبح بطلة العالم لأول مرة فى تاريخها، فأنا أرى نجومها الصغار قادرين على الاستمرار وعلى الفوز، ومعهم مدرب عالى المستوى يعرف كيف يوظفهم ويجعلهم ينتصرون، وربما فوزها هذا يكون بادرة خير للسلام فى عالم أصبح مليئاً بالحروب والمنازعات فهى دولة سلام. آمل أن تزول لعنة الفراعنة من كأس العالم، لكى نرى مباريات ممتعة وشيقة.. ونلتقى الأسبوع القادم بإذن الله. [email protected]