أعطى المنتخب البرازيلى درساً جديداً فى فنون كرة القدم لجميع المنتخبات المشاركة فى المونديال، خلال مواجهته مع كوت ديفوار، أمس الأول، التى فاز فيها السليساو بنتيجة 3/1، وهو أن المهارة والإمكانات الفنية والفردية تتغلب على القوة والسرعة اللتين اعتمد عليهما منتخب الأفيال. وأكد منتخب السامبا أنه الوحيد الذى يستطيع التعامل مع أى فريق منافس وهزيمته، ومثلما قدم الفريق درساً أمام كوريا الشمالية بالاعتماد على «مايكون» الظهير الأيمن فى الاختراقات الهجومية، فإنه أعطى درساً جديداً أمام الأفيال بالاعتماد على السرعة والمهارة الفردية والانتشار الجيد فى الملعب لتحقيق التفوق حتى ولو تعرض لاعبوه للخشونة المتعمدة. ■ عامل آخر منح البرازيل التفوق، وجعله يصول ويجول فى الشوط الثانى على وجه الخصوص، وهو أن لاعبى كوت ديفوار نزلوا أرض الملعب وهم خائفون من مواجهة السامبا، فخسروا المباراة قبل أن تبدأ. ■ عشوائية الإيفواريين وعدم دقة التمرير، إضافة إلى اتباعهم أسلوباً لا يتناسب مع إمكانياتهم، يعتمد على حصار البرازيليين فى نصف ملعبهم، رغم أن قدرات روبينهو وفابينو وكاكا أكبر كثيراً من إمكانياتهم، كما أن التواجد الهجومى للفريق الأفريقى كان معدوماً، حيث كان دروجبا عبئاً على الفريق، ولم يشكل خطورة هجومية على مرمى سيزار طوال الشوطين، باستثناء الهدف الذى أحرزه بتمريرة متقنة من زميله سالمون كالو، ولو لعب الإيفواريون بنفس الحماس والأداء الهجومى الذى ظهروا عليه فى نهاية المباراة لكان لهم شأن آخر، حيث أجبروا المنافس على اللعب بطريقة معينة، بالإضافة إلى أن الإيفواريين افتقدوا الضغط على لاعبى السامبا فتركوا لهم الساحة فارغة، وهو ما ساعد على امتلاكهم منطقة المناورات. ■ لم يلعب المدربان دوراً كبيراً فى هذه المباراة، فلم يكن ل«دونجا»، المدير الفنى للبرازيل، ولا «إريكسون»، المدير الفنى لكوت ديفوار، دور بارز فى اللقاء، باستثناء التغييرات التى أجراها إريكسون قبل النهاية، حيث تحسن الأداء الهجومى نسبياً لكنها لم تسفر عن شىء، أما أداء اللاعبين فقد كان هو المحور الأساسى فى المباراة، ففى الوقت الذى اعتمد فيه الإيفواريون على الخشونة والقوة والسرعة قابلهم البرازيليون بالمهارة والفردية والتحركات الجماعية والانتشار فى جميع أرجاء الملعب، ولكن دعنا نتفق على أن الهدف الثانى للبرازيل «الباطل» أحبط معنويات الأفيال، وبدا اللاعبون وكأنهم تعرضوا لظلم كبير لم يمكنهم حتى من الاعتراض على الهدف، حيث أصيبوا بحالة ذهول أثرت على تركيزهم فى الملعب. وفى المقابل، استغلت البرازيل الانفعال النفسى والأداء التكتيكى المتنوع فى اختراق دفاعات المنافس والوصول إلى مرمى الحارس الإيفوارى أبوبكر بارى. ■ المباراة كشفت أن الكرة الأفريقية لاتزال تعانى الفقر التكتيكى والأداء الفردى العقيم وعدم الثقافة فى تحقيق نتائج طيبة بالمونديال، فالمنتخبات الأفريقية تكتفى بشرف التأهل لنهائيات كأس العالم فقط، لكن الفوز والمنافسة ليسا فى عقل وفكر اللاعب الأفريقى. ■ اللاعب الأفريقى يختلف أداؤه فى الأندية الأوروبية عن المونديال لأنه يعلم أنه «عسكرى» فى ناديه ستتم معاقبته واستبعاده من المباريات إذا كان مقصراً، أما فى المنتخب فيتعامل على أنه «المعلم» أو «المدير» فيكتفى بالأداء الباهت الذى نراه فى جنوب أفريقيا.