قال رئيس الوزراء السوداني الأسبق، الصادق المهدي، الثلاثاء، إن أي انتفاضة على نمط الربيع العربي في السودان ستتبع في الغالب النموذج الدموي في سوريا أو ليبيا، لأن القوات المسلحة والقضاء السودانيين غير مستقلين، ويمكن استخدامهما ضد الشعب. وقال «المهدي» في مقابلة «رويترز» للأنباء: «سوف تكون هذه الانتفاضة مواجهة في ظروف أشبه بما في اليمن وفي سوريا أو ليبيا، يزيد الأمر هنا أن هذين المشروعين، مشروع الإطاحة بالقوة عن طريق الجبهة الثورية، ومشروع الانتفاضة الشعبية، واردان مع ما فيهما من مخاطر دامية، واحتمال المزيد من تمزيق البلاد، واحتمال تدخل أجنبي كبير يعطي منطقًا لخيار آخر، وهو ما ندعو له، وهو أنه ما لم يقم بإجراء استباقي يحقق أهداف التحول الديمقراطي الكامل والسلام العادل الشامل بصورة نسميها هبوطًا سلسًا، ما لم يحدث هذا فسوف تأتي الأجندات الأخرى إما الأجندة السورية، أو أجندة الانتفاضة، أو الأجندة الدولية». وأضاف «المهدي» أن «الوضع الاقتصادي سيستمر في إثارة الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات، والاحتجاج الآن واسع النطاق». وتابع قائلا إن «أي انتفاضة في السودان ستكون مماثلة على الأرجح لانتفاضة سوريا حيث تستخدم القوات المسلحة لسحق الاحتجاجات، لا انتفاضة تونس التي فر رئيسها السابق إلى الخارج في مواجهة احتجاجات طالبت بالديمقراطية». وعلى الصعيد الميداني، قال شاهد عيان، إن «قوات الأمن السودانية فضت احتجاجا في وسط الخرطوم وقام به العشرات للمطالبة بالافراج عن أقاربهم الذين اعتقلوا لمشاركتهم في مظاهرات مناهضة للحكومة استمرت 4 أسابيع». وأضاف الشاهد أن «المتظاهرين بدأوا بالتجمع أمام مقر الأمن الوطني في وسط العاصمة، لكن قوات الشرطة والأمن تمكنت من تفريقهم سريعا، واعتدى أفراد أمن يرتدون ملابس مدنية بالهراوات على عدد من الشبان الذين كانوا يحاولون التجمع.. واعتقلوا عددا من الاشخاص واقتادوهم بعيدا، ورفع بعض المحتجين لفترة قصيرة صورا لأقاربهم المعتقلين». وقالت منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، المعنيتان بحقوق الإنسان في تقرير الأسبوع الماضي، إن تقديرات الناشطين السودانيين تشير إلى أن أكثر من ألفي شخص احتجزوا منذ بدء المظاهرات محدودة النطاق قبل 4 أسابيع، احتجاجا على إجراءات التقشف الحكومية، وعلى حكم الرئيس عمر حسن البشير المستمر منذ 23 عاما. ولم يشهد السودان احتجاجات حاشدة كتلك التي شهدتها مصر أو اليمن، لكن المعارضة للبشير الذي يتولى السلطة منذ 1989 في تزايد وتتسارع وتيرتها بسبب المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. وفي مؤشر آخر على الاعتراض، قال شهود عيان، إن حوالي 60 صحفيا نظموا احتجاجا ضد الحملة الأمنية على الصحف المستقلة، وردد المتظاهرون هتافات «الحرية ..الحرية»، أمام نقابة الصحفيين السودانيين. ويقول محررون إن السلطات السودانية أغلقت منذ بداية العام عدة صحف، وصادرت طبعات بأكملها قبل نشرها لمنع تغطيتها الانتقادية للأحداث في البلاد.
