قال الدكتور عصام العریان، نائب رئیس حزب الحریة والعدالة، وعضو الجمعیة التأسیسیة للدستور، إن نظام الرئیس السابق حسني مبارك نجح في إقحام القضاء في السیاسة بحیث أصبح القضاء یتدخل بأحكامھ في ملفات سیاسیة معقدة، مشیرا في حوار أجرتھ معھ صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، إلى أنه «إذا كان القضاء مقحما، فنحن نتمنى أن یكون القضاة في صف الشعب، وأكثر تفھما لمطالبه منھم إلى النصوص المجردة». وتابع «العریان»: «نقول بكل وضوح إن هناك أطرافًا أخرى ترید أن تقحم القضاء لیكون معاكسا للإرادة الشعبیة، وهذا یضر بالقضاء ویضر بالشعب»، لافتا إلى أن الدستور لن یحقق آمال المصریین بشكل كامل، لكنھ على الأقل سوف یحقق أهم هذه الطموحات في هذه المرحلة. وأعرب «العریان» عن تصمیم حزبه على عودة البرلمان المنحل بحكم قضائي، قائلا إن «هناك حزمة قوانین یجب أن یصدرها البرلمان المنتخب الذي یضم 23 حزبا، والأفضل أن یكون هو مصدر التشریع، لا أن تفرض علیھم من جھة تشرع في الظلام». وحول الأمر الواقع الراهن قال العریان: «الأمر الواقع يعالجه أمر واقع آخر، وأعتقد أن الشعب لا یزال یرفض بقوة حل البرلمان، ولن نفقد عدة مخارج قانونية، بما في ذلك اللجوء إلى الاستفتاء». ووصف «العريان» سلوك الدكتور محمد مرسي، وحزب الحریة والعدالة، تجاه أحكام القضاة في الوقت الراهن، بأنه «سلوك تكتیكي»، لأنھم «یدركون أن القضاء لیس بعیدا عن الساحة السیاسیة، ونحن أول من دافع عن القضاء، وأنا شخصیا والرئیس مرسي دخلنا السجن عشرة شھور بسبب موقفنا المدافع عن القضاء والقضاة، ورغم ذلك كان یُجدد لنا الحبس بواسطة قضاة لھذه الفترة كلھا، وبالتالي لسنا في صراع مع القضاة إطلاقا، ونرید أن یكون هناك استقلال للقضاء، وأنت كمراقب تسمع كل یوم تفسیرات متباینة لأحكام القضاء، الأوفق والأفضل أن یتبنى القضاة في أحكامھم التفسیرات التي تحقق إرادة الشعب وتنسجم مع هذه الإرادة».