قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الرئيس حسنى مبارك يعتبر بمثابة: أبو الأمة» لملايين المصريين الذين لم يعرفوا أى رئيس آخر، وحاله مع المواطنين كحال باقى الآباء، حيث يشعر الناس تجاهه بمشاعر متناقضة، وأنه لم يحكم البلاد بالكاريزما، بل من خلال صورة الرجل البسيط والأب العادى الذى يريد الأفضل لأطفاله. وأضافت الوكالة فى تقرير لها، أمس، تحت عنوان «المشاعر المختلطة هى سمة أبناء مبارك فى مصر»، أن ما يقرب من نصف السكان البالغ عددهم 78 مليون نسمة، ولدوا أو نشأوا فى ظل الحكم الاستبدادى، وعانوا بشدة من زيادة الفقر وانتشار الفساد وتعثر النظام التعليمى، ورغم ذلك، فإن الكثيرين لا يتصورون إمكانية وجود رئيس آخر للبلاد. وقالت إن مبارك منع لفترات طويلة ظهور أى شخصية سياسية كبديل له، ورفض تعيين نائب رئيس، والحزب الحاكم يحذر فى كثير من الأحيان من أن غياب مبارك سيفتح الباب أمام جماعة الإخوان المسلمين، التى تعد أكبر جماعة معارضة فى مصر. وأضافت أن عدم يقين المصريين حول مستقبلهم يؤكد مدى رسوخ مبارك فى حياتهم، وهو الرئيس الذى حكم البلاد أكبر فترة خلال قرنين من الزمان، ورغم النمو الاقتصادى الذى تحقق فى عهده فإن منتقديه يقولون إن الثروة ذهبت فقط لنخبة صغيرة، فى حين تم سحق الطبقة الوسطى فى ظل ارتفاع معدلات التضخم ومشاكل أخرى، والجيل الذى نشأ فى عهده يواجه وقتا صعبا فى دخول الاقتصاد، وتصل نسبة البطالة إلى 9%، وتبلغ 40% فيمن تتراوح أعمارهم بين 20و25 سنة، ويرتفع معدل البطالة بين خريجى الجامعات إلى 17%،، وأحزاب المعارضة ليست أكثر من رموز أعدها النظام، وأصبح التلاعب فى الانتخابات أمراً روتينياً. وأوضحت أنه نتيجة لكل ما سبق فإن الجيل الحالى يشعر بخيبة أمل عميقة، ورغم تذمره من مبارك، فإنه الشخص الوحيد الذى يستطيع أن يلجأ إليه، ورغم زيادة المظاهرات والاعتصامات على رصيفى مجلس الشعب، فإن المشاركين فيها لا ينتقدونه بل يناشدونه حل مشاكلهم.