وانتهى مؤتمر السنوات الخمس، انتهى المؤتمر الذى اجتمع من أجل معوقى العالم أعضاء الأوليمبياد الخاص العالمى فى مراكش. كانت الاجتماعات فى الصباح وحتى الظهر، وبعدها تمتد موائد الطعام.. وكانت موائد الطعام أهم من موائد الكلام على عكس عادة العربان. المؤتمر ناقش محاور مهمة فى موائد مستديرة، كان أهمها فى رأيى مشاكل التمويل، والتى كثيراً ما أفكر فى الإعلانات الممجوجة فى التليفزيون والتسول بالصوت والصورة من أجل الأيتام والجوعى.. أصبح للجوع إعلانات!. اهتم بالتمويل حتى ننقذ ماء وجوهنا من طلب المعونة الدائمة من كل ذى مال حولنا.. وأتساءل عن الخجل وأين حمرته من المليونيرات الذين يسألون (هل تحت رعاية فلانة؟) وكأن رعاية فلانة هى الفيزا التى يكتسب بها الراعى نقوده بطريقة أو بأخرى! وللأوليمبياد الخاص العالمى وحول تأسيسه قصة شديدة الإنسانية لامرأة وصل ثقلها فى عمل الخير إلى أنها المرأة الوحيدة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية التى سك بصورتها واسمها عام 1995 دولار أمريكى من المعدن، دولار تذكار لكونها من زعيمات العالم فى الخير. السيدة هى أونيس كينيدى الشقيقة الكبرى للرئيس الراحل جون كينيدى، وعضو الإخوة التسعة الذين تتكون منهم هذه الأسرة. كان لأونيس أخت متخلفة عقلياً، وقد اضطر كينيدى الأب أن يأمر بعمل عملية تعقيم لها خوفاً من استغلالها جنسياً، وهى فى غياب عقلى، وصدمت الأم لأن أى مغامرة جراحية للمتخلفين تسبب الوفاة بنسبة عالية، وقد خاصمت الأم كينيدى الأب لمدة تسعة أعوام حتى توفيت لإقدامه على هذه الجراحة دون علمها!! اعتبرت «أونيس» أنها المسؤولة عن شقيقتها، وقد قامت أونيس بتجربة التفوق الرياضى من أجل تنشيط العقل، فأقامت فى بيتها مسابقة فى السباحة بين شقيقتها وعدد من السباحين والسباحات المعوقين، وكانت النتيجة رائعة، حيث أقبلوا على التسابق، فكونت السيدة أونيس كينيدى وزوجها شرايفر جمعية الأوليمبياد الخاص العالمى، وانضمت إليها أفرع من كل الولايات، ثم انتشرت حول العالم حتى أصبحت تضم 170 دولة حول العالم، وقد توفيت السيدة أونيس عام 2009. وفى مصر أسس الدكتور مهندس إسماعيل عثمان جمعية الأسرة المتآلفة، والتى انضمت تحت لواء الأوليمبياد الخاص العالمى، وأصبح اسمها الأوليمبياد الخاص المصرى، والذى شاركته فى التأسيس السيدة ماجدة موسى، الرائدة فى تجربة الدمج بين الأسوياء والمعاقين وصاحبة فكرة مدرسة ذوى الاحتياجات الخاصة مع مدرسة مصر للغات. نعود لمؤتمر مراكش حيث كانت تمتد موائد الكلام من الصباح الباكر حتى ظهراً، ثم تبدأ موائد الطعام، كان أعضاء كل بلد يعرضون أحلامهم من أجل السنوات الخمس المقبلة. وعرضت أحلامى وهى ضاربة فى العمق فليس على الحالم حرج.. حلمت وطالبت بخروج توصية لبلدان العالم بإطلاق قنوات فضائية من كل بلد، خاصة بكل ما يهم المعوقين.. حياتهم وأمراضهم.. النكت التى يطلقونها.. ماذا يضحكهم.. ماذا يبيكهم؟ القناة لن تكون لهم فقط ولكن عنهم وسيتم إنتاج مسلسلات من قصص حياتهم، وفائدة هذه القناة هو دمجهم فى المجتمع، والقناة تعتمد على الإعلانات فى تكاليفها وفى تمويلها أيضاً. الاقتراح الثانى أقترحه رغم رفضى التام للمعونة الأمريكية، و،لكنها مستمرة رغماً عنا.. فليكن جزء منها ولو 3٪ موجهاً للمعوقين.. ليس للأوليمبياد الخاص العالمى ولكنم للأوليمبياد الخاص المحلى، تبعاً لأسلوب الدولة فى توزيع هذه المعونات. اقترحت أيضاً أن تقام مباريات بين أبطال الكرة بفرقهم مع أبطال الكرة من المعوقين وتباع المباريات لصالح الجمعية الممثلة فى أبطال الكرة فيها. اقترحت أيضاً أن يتحول المعوق من مستهلك إلى منتج، بحيث يتم التدريب على أعلى مستوى لكل الحرف التى يتقنونها ويباع المنتج على أعلى مستوى من أماكن البيع. اقترحت أيضاً أن يفرض على كل صاحب مول أثناء البناء، وكذلك مبانى الأسواق الخاصة بوزارة الإسكان أن يعطى للجمعيات المختلفة التى ترعى المعوقين، خصوصاً الأوليمبياد الخاص المصرى مكاناً دائماً للبيع كهبة، بحيث يكون لكل جمعية منفذ لبيع المنتجات. قلت كلمتى وتوكلت على الله، وسعدت بالتصفيق والموافقات، وتسجيل كل التوصيات فى المضبطة وانتظرت إعلان التوصيات.. ولكن كعادة الحال تأجلت التوصيات إلى شهر أغسطس!! لا أدرى لماذا.. ويا عالم هل تؤجل لآخر العام أم لا؟! [email protected]