مظاهرات وأعمال تخريب تمنع عرض فيلم «المصيدة» فى اليابان

تراجعت بعض دور العرض اليابانية عن عرض الفيلم الوثائقى «المصيدة»، بعد تلقى أصحابها اتصالات هاتفية غاضبة تهدد بأعمال عنف وتخريب فى حال عرضه، وبعد خروج مظاهرات غاضبة يقودها التيار اليمينى فى الحكومة اليابانية، أمام عدد من دور العرض التى أعلنت عن عرض الفيلم الذى يتناول الصيد الجائر للدلافين 26 يونيو الجارى وعلقت أفيشاته على واجهاتها،
وأيضاً أمام مكتب رئيس الشركة الموزعة له، التى علق أحد مسؤوليها بأن كثيرين اعتبروا عرضه فى تلك الحالة يعد خيانة كبرى لكرامة اليابان، رغم أنه حاصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقى لهذا العام وجائزة الجمهور من مهرجان «صن دانس».
يتتبع الفيلم مجموعة من ناشطى حقوق الحيوان وحماية الحياة البحرية لكشف عمليات الصيد الجائر بطرق غير رحيمة لآلاف الدلافين سنويا فى منطقة «تاجى» الساحلية فى اليابان، للحصول على لحومها، والتى وصل أعدادها لنحو 13 ألفا فى عام 2007 فقط، ويبرز الفيلم ما يقوم به الصيادون بقواربهم الصغيرة، من إخافة الدلافين لحشدها وتجميعها فى مصيدة خفية محاطة بالأسلاك الشائكة، يقومون خلالها بصيدها وقتلها بالرماح والسكاكين، وسط صراخها وتألمها، كما يجرى صيدها لوضعها فى المتنزهات البحرية.
صور طاقم الفيلم تلك العمليات متخفيين من الصيادين لعدم لفت أنظارهم، بينما ذكرت الشرطة اليابانية أن مخرج الفيلم وهو الأمريكى «لوى فيشوى» وطاقمه قد خالفوا الكثير من القوانين لتصويره، ولم يحصلوا على تصاريح رسمية.
ورغم أن غالبية اليابانيين لا يأكلون لحوم الدلافين، بل يصدرونها إلا أن معظمهم يعتبر صيدها جزءاً من الثقافة التقليدية، ولا ينبغى لأحد من الخارج التدخل فيها خاصة أن مخرج الفيلم أمريكى الجنسية، والذى علق على ما حدث: قرار التراجع عن عرض الفيلم سيثير شهية وفضول الجمهور أكثر لمعرفة ما جاء به، وما يسعى هؤلاء لإخفائه عنهم، ومحاولة مشاهدته بأى طريقة حتى لو كانت خارج البلد فى حال عرضه عالمياً.
أثار عرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان «طوكيو» السينمائى قبل شهور جدلاً كبيراً، ورأى البعض أن نجاح الفيلم فى المهرجان سيحفز الحكومة لمنع عرضه التجارى، نظراً لمضمونه الذى اعتبره البعض مسيئاً إلى الحكومة اليابانية ومنتقداً لصمتها على صيد الدلافين،
وتردد أن إدارة المهرجان تعرضت لضغوط من قبل الحكومة اليابانية لمنع عرض الفيلم خاصة أنها هى التى تموّل المهرجان، إلا أن «توم يودا» رئيس المهرجان، اكتفى بتصريح مقتضب على الموقع الإلكترونى للمهرجان حول وجود بعض الاعتراضات على عرض الفيلم، تسببت فى تأخر إدراجه فى جدول العروض،
وقد أشارت بعض وسائل الإعلام اليابانية وقتها إلى ما اعتبرته بادرة لتأثير مجرد الإعلان عن عرضه، وهو توقف الصيادين عن صيد الدلافين لفترة قليلة، إلى جانب تحرير 70 دولفين كانت محتجزة فى المصيدة.
الفيلم نجح فيما فشلت فيه أفلام أخرى من محاولات رصد وتوثيق عمليات الصيد الجائر للدلافين فى تلك المنطقة، حيث كان الصيادون ومعاونوهم يقابلون أى مصورين بكل عنف، ويستعينون بما يشبه «الناضورجية» للتعتيم ومنع اقتراب أى كاميرات من المنطقة.