الأديان لها قدسية واحترام وديننا «الإسلام» دين العدل- ودين الإسلام دين يتمتع بالعدل والوسطية والاتزان والموضوعية مما أكسبه قدرة هائلة على تكيف البشرية مع أحكامه وتعاليمه وقواعده بسهولة ويسر. فإن المتعصبين دينيا بأفعالهم المشينة يسيئون لديننا الإسلام وأفعالهم هذه تغضب الله وتضر بلدنا وتضر الناس وتسبب دماراً وخسائر مادية ونفسية كبيرة. إن ما يفعله المتعصبون يخالف ديننا الإسلام- فالرسول عليه الصلاة والسلام أوصانا بالرحمة والحب والعدل بالمختلفين عنا فى الدين- هذا من أدب وأخلاق الإسلام. إن المتعصب دينيا يعتقد أنه يرضى الله فى حين أنه بتعصبه يقوم بالافتراء على الله لأنه يعتقد أن عمله التعصبى حالة دينية يرضيها الله ومن ثم سيرضى عنه الله- وبالتالى يصبح التعصب جريمة لأنه طبقاً لمفهومه يتضمن نوعاً من النسبة إلى الله- فى حين أن الافتراء على الله كفر وفاحشة ومن عمل الشيطان (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا). إن القرآن الكريم تحدث عن حقوق الإنسان والنفس الإنسانية بغض النظر عن الدين قال تعالى فى كتابه العزيز (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) فنفس ودم كل إنسان لهما حرمة واحترام ولا يجوز إزهاقها كما أوصانا بذلك الله سبحانه وتعالى. إن خلط الدين بالعنف مثل خلط الحرية بالاستهتار فالعنف الدينى والانفلات الأخلاقى وجهان لعملة واحدة فكلاهما يؤدى إلى تمزيق وتفكيك الوحدة الوطنية- هذا التفكك سيجعل الدخلاء والمرتزقة وغير الوطنيين بالداخل والخارج أن ينخروا فى جسد وطننا لتمزيقه وتفكيكه أكثر. فيا إعلامنا ويا علماءنا وأهل الدين الإسلامى والمسيحى- وأكررها مرة أخرى فيا إعلامنا وعلماءنا وأهل الدين الإسلامى والمسيحى وضحوا صحيح الدين للأجيال الحديثة وعلموا أولادنا مسلمين ومسيحيين أن لغة الحوار وأسلوب التعايش هما طريقنا لحل مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية قبل أن تتفاقم الأمور وقبل أن يتحول الصراع الدينى إلى فيروس مدمر قاتل صعب القضاء عليه لا بتطعيمات ولا مضادات ولا مسكنات!! د. نهلة طارق أبوعلفة- الإسكندرية [email protected]