رغم التأكيدات المستمرة بأن العملية الانتخابية سارت أمس الأول بشكل سليم وبصورة طبيعية، فإن حالة من التوتر والقلق بدت واضحة على أعضاء اللجنة العليا لانتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى بشكل لافت، لدرجة منعت أغلبهم من مقابلة أصحاب الشكاوى الذين توجهوا إلى مقرها بمصر الجديدة لتقديم شكاواهم بشكل رسمى، كما دفعت اللجنة إلى التحجج بأنها فى غرفة عمليات، للامتناع عن الإدلاء بتصريحات لأى صحفى أو قناة تليفزيونية باستثناء التليفزيون المصرى. وعلى مدار ساعات اليوم، استمرت محاولات طاقم قناة «أون تى فى» للحصول على تصريحات لمراسليهم فى الدوائر المختلفة، بينما جلس مندوبو التليفزيون المصرى فى غرفة مكيفة ملحقة بغرفة عمليات اللجنة العليا، فى انتظار تصريحات المستشار انتصار نسيم، رئيس اللجنة، والتى تمت إذاعتها على الهواء مباشرة، كما احتشد عدد من المحامين عن مرشحى الإخوان بالدوائر المختلفة بعد أن توجهوا إلى مقر اللجنة لتسليم شكاوى من منع دخول مندوبيهم إلى اللجان، وعدم الاعتراف بتوكيلات الشهر العقارى، ورفض اللجان الفرعية تسلم أحكام بإدراج أسماء مرشحيهم إلى كشوف الانتخابات، إلا أنهم سرعان ما تفرقوا بعد رفض أعضاء اللجنة مقابلتهم، مكتفين بتسلم الشكاوى منهم، وأكد لهم أحد الموظفين المعاونين للجنة أن من يرغب فى لقاء رئيس اللجنة أو أحد أعضائها عليه أن يحضر بعد الساعة السادسة مساء، وهو ما أدهش المحامين الذين علق أحدهم بالقول: «يعنى بعد ما المولد ينفض». وظهرت حالة التوتر الشديد على المستشار انتصار نسيم، رئيس اللجنة، فى الساعة 2 ظهرا عقب نداء أحد الموظفين على الصحفيين معلنا بدء المؤتمر الصحفى الذى لم يتحدث فيه رئيس اللجنة سوى عن أرقام المرشحين وعدد المتنازلين، مؤكدا أن العملية الانتخابية تسير بشكل سليم، رافضا الإجابة عن أسئلة الصحفيين التى كانت تدور حول أحداث العنف التى شهدتها بعض الدوائر مثل دائرتى حوش عيسى وأبو المطامير بالبحيرة، وأشاح بوجهه معبرا عن عدم رغبته فى الإجابة، منهياً الحديث فى تلك المسألة بقوله : «اسألوا وزارة الداخلية». وعن الشكاوى التى تلقتها اللجنة من المحامين قال نسيم «لم ترد إلينا أى شكاوى غير التى ذكرناها»، وأعلن رئيس اللجنة عن أن التفاصيل ستكون واضحة فى المؤتمر الصحفى الذى سيعقده عقب انتهاء الفرز فى الساعة الثامنة مساء بمقر اللجنة، حتى إنه رد بسخرية على أحد الصحفيين عندما سأله عن المؤتمر الذى سيعقد بوزارة الإعلام فى نفس الوقت وقال: «اللى عاوز يروح وزارة الإعلام يروح لكن إحنا هنعمل مؤتمرنا هنا بمقر اللجنة ومش هنخرج منها»، وانتهى المؤتمر الصحفى الذى لم يستغرق أكثر من 5 دقائق، ليبدأ نسيم لقاءه المباشر على الهواء مع التليفزيون المصرى بعد خروج الصحفيين، وتم إلغاء المؤتمر المسائى، وأرسلت اللجنة مندوبا عنها لحضور مؤتمر وزارة الإعلام.