«طالبان» تنفذ حكمًا بإعدام امرأة بعد تورطها في علاقة مع اثنين من قادة الحركة

كشف شريط فيديو مصور يظهر عملية إعدام لامرأة «متهمة بالزنا» نفذها عضو في حركة «طالبان» الأفغانية، قرب العاصمة كابول، أن الجماعة تفرض تطبيق «قانونها الخاص» حتى قرب العاصمة الأفغانية، الأمر الذي استنكره الكثير من المسؤولين الأفغان والذين اتهموا «طالبان» بأنها تطبق أحكامها على الغير ولا تطبقها على أعضائها.
وظهر في الشريط، الذي تبلغ مدته 3 دقائق، رجل يقول مسؤولون إنه عضو في طالبان، وهو يقترب من امرأة جاثية على ركبتيها في التراب وهو يطلق عليها النار 5 مرات من مسافة قريبة، من بندقية آلية، وسط تهليل نحو 150 رجلا، كانوا يشاهدون ذلك في قرية في إقليم باروان.
وعندما سقطت المرأة التي كان جسمها ملفوفا بشال بإحكام على جنبها بعد إطلاق النار على رأسها عدة مرات، هتف المتفرجون: «عاش المجاهدون».
وأكد حاكم إقليم باروان، بصير سالانجي، أن «هذا الشريط الذي تم الحصول عليه، السبت، تم تصويره قبل أسبوع في قرية قيمتشوك في منطقة شينواري، التي تبعد بنحو ساعة بالسيارة عن كابول، وعندما رأيت هذا الشريط أغمضت عيني.. المرأة غير مذنبة وطالبان مذنبة».
وأوضح «سالانجي» أن «2 من قادة طالبان تورطا جنسيا مع المرأة في باروان، سواء من خلال اغتصابها، أو علاقة عاطفية، وقررا تعذيبها ثم قتلها لتسوية خلاف بينهما، وهم خارجون على القانون وقتلة، وقتلوا المرأة مثل الهمج، لأن طالبان تملك نفوذا كبيرا في الإقليم».
وذكرت لجنة حقوق الإنسان الأفغانية المستقلة أن «العنف ضد المرأة ازداد بشكل كبير خلال العام الماضي»، ويقول ناشطون إن «اهتمام حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بحقوق المرأة يتضاءل».
وتساءلت النائبة فوزية كوفي، عن الإعدام العلني في باروان «بعد 10 سنوات (على التدخل الأجنبي) وعلى بعد كيلومترات قليلة من كابول، كيف يمكن أن يحدث هذا أمام كل هؤلاء الناس؟ وفي ظل حكومة تزعم أنها حققت تقدما كبيرا في حقوق المرأة، وتزعم تغييرها حياة المرأة وهذا أمر غير مقبول، إنها عودة كبيرة للوراء»، بحسب ما ذكره موقع «سكاي نيوز» الإخباري البريطاني.
ويعيد هذا العقاب العلني النادر للذاكرة الفترة التي قضتها طالبان في السلطة فيما بين عام 1996 و2001، كما أنه يثير القلق بشأن أسلوب معاملة النساء الأفغانيات بعد 11 عاما من الحرب التي قادها حلف شمال الأطلنطي ضد متمردي طالبان.
وعلى الرغم من وجود أكثر من 130 ألف جندي أجنبي و300 ألف جندي وشرطي أفغاني، فقد نجحت طالبان في التمدد لما هو أبعد من معاقلها التقليدية بالجنوب والشرق، لتصل إلى مناطق كانت فيما مضى أكثر هدوءا مثل باروان.