سيدى المسيح: لقد جئت إلى العالم فى ليلة شتاء باردة وسط مجتمع يعانى من البرودة الروحية لتعلمنا أن روحك القدوس تعمل حتى فى العصر الخاطئ المبتعد عنك ولكنك لا تبتعد عن أحد.. جئت لتعلمنا معنى الاتضاع حينما اخترت أن تولد فى مزود فقير وأنت الذى تغنى الجميع من جودك وأن يكون يوم ميلادك غير معلن للبشر، وغير مصحوب باحتفالات وعظمة أرضية، لنعرف أن العظمة الحقيقية هى القلب المنتصر المملوء من الفضائل.. جئت يا سيدى لتعطينا درساً فى البساطة حينما اخترت أن يكون أول شهود لميلادك هم الرعاة البسطاء وليس الملوك وحينما اخترت تلاميذك اخترتهم من البسطاء ولكنهم أبرار.. جئت إلى العالم للجميع لم تفرق بين أحد لتعلمنا أن الخادم الحقيقى هو الذى يدعو الكل إلى ملكوتك ولتعطى مفهوماً جديداً للمحبة فلم تعد تقتصر على محبة الأقرباء بل علمتنا «أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم» «متى 44:5» علمتنا ألا نقتنى شيئاً من العالم حينما اخترت أن تولد فى مزود ليس لك وأن تدخل أورشليم على جحش ليس لك وأن تطوف البحيرة فى سفينة ليست لك بل فى موتك وضعت فى قبر ليس لك فاسمح لنا يا سيدى أن نستقبل ميلادك فى قلوبنا ونصرخ لك قائلين «امنحنا بهجة خلاصك». مدرس تاريخ الكنيسة الكلية الإكليريكية اللاهوتية بطنطا ودمنهور