طالعتنا جريدتنا «المصرى اليوم» بخبر مفاده أن اليمين اليهودى المتطرف قام بترويج فيلم قصير مدته الزمنية لا تتجاوز 44 ثانية يتناول هدم المسجد الأقصى بالصواريخ بل وبناء الهيكل والمذبح مكانه. وعلى الرغم من صحة هذا الخبر، وعلى الرغم مما تحمله هذه الواقعة من إظهار للحقد الدفين من جانب العصابات الإسرائيلية -وأنا أقصد الكلمة- وليست دولة إسرائيلية، أقول إن هذه الواقعة ذاتها تحمل للشعوب العربية الحالمة بالسلام رسالة مهمة تؤكد أن السحر ينقلب على السحرة!! فلنعلم جميعاً أنه مهما بلغ جبروت العصابات الإسرائيلية وتفننهم فى سحق الأيامى واليتامى، وهدم الدور المقامة، فإن كل تجاوزاتهم الوحشية لا تعدو أن تكون مجرد مناوشات، مهما بلغت جسامتها ودمويتها، بدليل أنهم لا يفرغون أحلامهم الممجوجة إلا فى صورة أفلام لا تنبئ إلا عن مرض نفسى لا يرقى إلى مستوى الفعل، وإنما تظل فى حدود القول الدفين فى اللاشعور!! العصابات الإسرائيلية تملك القوة والوحشية والعدة والعتاد والتحالفات الدولية المأجورة لهدم المسجد الأقصى، بل لهدم العالم أجمع.. إلا أنها لا تملك العصا السحرية التى هى آية من آيات الله ومعجزاته، فهى لا تملك الإيمان والعزيمة ذلك أن ما يجرى فى عروقها ليس دماً طاهراً غالياً، وإنما دم مسفوح لا يعطيها القدرة على إتيان ما تحلم به من آلاف السنين، ناهيك عن كفرها بالقضية التى تزعم أنها تحارب الأمم أو الأغيار -كل ما خلا اليهودى الصهيونى- من أجلها فى أرض الميعاد!! وختاماً، فإن هذا الفيلم القصير يعطى بريقاً من الأمل وبصيصاً من النور للشعوب العربية لتلتف حول نفسها وتخرج من شرنقتها وتعيد قوتها الضارية الضاربة، لأنه وبكل بساطة لا يمثل سوى مجرد حلم أو كابوس صناعة صهيونية، وذلك لسبب أبسط أن الخوف قد تملك هذه العصابات رغم قوتها التى لا تضارع قوة الخالق عز وجل، لأنها لو كانت تستطيع تحقيق ما فى فيلمها الهابط من أحلام لما توانت لحظة ليس عن دك المسجد الأقصى فحسب، وإنما لدكت المساجد والكنائس والمعابد قاطبة. سمير على حسنين - حدائق القبة المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة [email protected]