صعدت الكوريتان الشمالية والجنوبية، أمس، من لهجة الحرب وهددتا بتفجير الصراع إذا ذهب الطرف الآخر إلى مدى بعيد.. فى تصعيد جديد لاتهام «سول» ل«بيونج يانج» بإغراق إحدى سفنها الحربية بطوربيد. من جانبها، ألقت الولاياتالمتحدة - التى لديها نحو 28 ألف جندى فى كوريا الجنوبية - بكل دعمها وراء سول، وقالت إن تأييد واشنطن للدفاع عن حليفتها تأييد مطلق، وحثت الصين الحليف الرئيسى والوحيد لكوريا الشمالية على كبح جماح تلك الأخيرة. يأتى ذلك فيما أعلن الرئيس الكورى الجنوبى لى ميونج باك، أمس، حظر الزيارات المتبادلة والاستثمارات وتجميد التجارة البينية ووقف كل شحنات السلع المتجهة إلى كوريا الشمالية، فضلا عن عدم السماح للسفن التجارية الشمالية بالإبحار فى المياه الإقليمية لبلاده، كخطوة عقابية ضد بيونج يانج. وأعلن «لى» فى خطابه التليفزيونى أمس أنه سيحيل حادث إغراق البارجة الكورية الجنوبية إلى مجلس الأمن الدولى، مجددا توعده للجارة الشمالية ب«دفع الثمن». وأضاف: «سندعو المجتمع الدولى إلى الالتزام بالقرارات السابقة لمجلس الأمن من أجل منع كوريا الشمالية من التبادلات غير القانونية للأسلحة»، مؤكدا أن بلاده لن تقبل أى عمل استفزازى من الشمال و«ستمارس حقها فى الدفاع عن النفس». وطالب لى «كوريا الشمالية بتقديم الاعتذار الفورى لبلاده والمجتمع الدولى وتحمل المسؤولية عن حادثة غرق السفينة ومعاقبة المسؤولين عنها». وفى خطوة قد تثير قلقاً كبيراً للاقتصاد الكورى الشمالى المتداعى، أعلنت كوريا الجنوبية أنها تعتزم خفض عدد العاملين فى المنطقة الصناعية المشتركة داخل كوريا الشمالية، والتى تمثل منذ فترة طويلة مصدرا مهما للدخل للدولة الشمالية. وبدورها، هددت كوريا الشمالية أمس بفتح النار على أى معدات تضعها كوريا الجنوبية على الحدود المشتركة بينهما لبث دعاية معادية لها، كما هددت باتخاذ إجراءات أشد إذا صعدت سول التوترات. وجاءت التحذيرات على لسان قائد عسكرى ونقلتها وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية، ردا على إعلان سول استئنافها بث الإذاعات التى تبث بمكبرات للصوت على الحدود والتى أوقفت منذ 6 سنوات فى إطار العقوبات التى تطبقها ضد الشطر الشمالى بعد اتهامه بإغراق سفينة حربية لها. من جانبها، أيدت كل من اليابانوالولاياتالمتحدة خطط الرئيس الكورى الجنوبى لمعاقبة كوريا الشمالية، وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض فى بيان له أمس إن «تأييد الولاياتالمتحدة لدفاع كوريا الجنوبية تأييد مطلق»، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكى أعطى توجيهاته للجيش الأمريكى بالتعاون عن كثب مع نظيره الكورى الجنوبى لضمان الاستعداد «وردع أى عدوان فى المستقبل».