وسط أجواء تنذر باندلاع حرب وشيكة فى شبه الجزيرة الكورية، اتهمت بيونج يانج جارتها الجنوبية ب«فبركة» أدلة لاتهامها بإغراق البارجة الكورية الجنوبية «شيونان» فى 26 مارس الماضى، وذلك بعد يوم من توصل تحقيق دولى لنتيجة، مفادها أن طوربيداً أطلقته كوريا الشمالية هو المسؤول عن إغراق سفينة سول الحربية. وفى أعقاب ذلك دعا الرئيس الكورى الجنوبى لى ميونج باك إلى اجتماع لمسؤولى الأمن الوطنى فى بلاده، للنظر فى رد حكومته بعد أن تعهد، أمس الأول، باتخاذ «إجراءات مضادة حاسمة» ضد ما وصفه» بالاستفزاز العسكرى» لكوريا الشمالية، فيما ذكر وزير الدفاع الكورى الجنوبى كيم تاى- يونج، أمس، أن بلاده والولاياتالمتحدة يدرسان رفع درجة التأهب ضد الجارة الشمالية. وتابع، فى مؤتمر صحفى، أن «كوريا الشمالية تخطت الحدود، وسيترتب عليه دفع الثمن لقيامها بمثل هذا العمل». من جانبها، ردت كوريا الشمالية، أمس، بأنها ستلغى اتفاقاً بعدم العدوان مع جارتها وتجمد العلاقات معها فى حال ردت سول على إغراق سفينة «شيونان» الحربية فى مارس الماضى، والذى أسفر عن مقتل 46 بحاراً. وفى بيان صادر عن لجنة إعادة التوحيد السلمى لكوريا قالت بيونج يانج: «من الآن فصاعداً، سننظر إلى الوضع الحالى باعتباره مرحلة حرب، وسنرد بحزم على جميع الأمور التى تنشأ فى العلاقات بين الكوريتين». كانت واشنطن حذرت، أمس الأول، من أن «عدوان» كوريا الشمالية سيكون له «بدون شك عواقب»، وقال وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس إن البنتاجون يجرى «مشاورات وثيقة مع كوريا الجنوبية لتحديد النهج الواجب اتباعه». كان حوالى 1200 طن من حطام البارجة الحربية الكورية الجنوبية سحب من قاع البحر إلى السطح فى جزءين لفحصه، وقاد فريق التحقيق خبراء من الولاياتالمتحدة وأستراليا وبريطانيا والسويد، وانتهى التقرير إلى إدانة كوريا الشمالية، حيث «إن الحروف التى وجدت على أحد أجزاء الطوربيد تتطابق مع طوربيد كورى شمالى الصنع عثر عليه فى الجنوب قبل 7 سنوات». كانت هناك تفسيرات مختلفة قد قدمت سابقا لغرق البارجة وضمنها اصطدام عرضى بلغم بحرى غير منفجر ترك منذ أيام الحرب الكورية.