«لن أشكو فالشكوى انحناء.. وأنا نبض عروقى كبرياء.. فكلما زادت معرفتى لبعض البشر.. زاد احترامى للحذاء».. كلمات تترجم حالة التشوه الأخلاقى الذى نعانى منه، فبرغم قسوتها إلا أنها تعبر عن الحال فى مجال العلاقات الإنسانية، إن كانت على المستوى المهنى أو على المستوى الاجتماعى فحدث ولا حرج عن قصص وحكايات تحدث أمامنا بشكل يومى، حتى أصبحت ضمن السلوك الطبيعى للعديد من البشر فى نفس المجال.. وللأسف أصبح هذا السلوك مشروعاً.. نعم فتكراره والسماح له بالمرور دون استنكاره أو رفضه يجعله شيئاً فطرياً وموجوداً.. فقط قلة أصبحت من ضمن عجائب الدنيا السبع هى وحدها مازالت تفترض حسن النوايا والتقدير والاحترام وأهم شىء لها الأمانة والإخلاص فى الصداقة أو فى المهنة أو فى العمل، والأداء الجيد هو المفروض عليهم فى كل مجال. لكن الواقع غير المنطقى يقول إن الغالبية أصبحت تضع أمامها المصلحة الشخصية والاستفادة اليومية أولاً.. وأسلوب المنفعة يقوم على مبادئ جديدة «خد واجرى»، «خد وانكر»، «خد واضرب» ولا تلتفت لمن مد يده لك ولكن اقطعها كنوع من الانتقام ورد الجميل حتى لا يذكر يوماً أنك كنت مشاركاً أو موجوداً، وأصبح أسهل أسلوب لعدم إعطاء الحق والتقدير هو مواجهة المخلص أو المجتهد أو حتى الصديق بأسلوب الإهمال والتطنيش والاستهانة بكل مشاعر الإخلاص فى الأداء بالتحجج بالمشاغل والتقصير من الجميع، فهو دائماً الشخص الوحيد الذى يعمل كثيراً ويناضل لنجاح الآخرين. وبالتالى هو وحده من يستحق الشهرة والتقدير والمال الوفير، حتى لو كان فى منصب وزير أو رئيس تحرير أو حتى خفير. ■ فالتنوع فى المناصب والمهن لا يختلف كثيراً فى نفوس البشر، ولكن الاحتراف فى الأداء فقط قد يكون هو الاختلاف، فهم جميعاً أصحاب نظرية «الطريق السريع هو الطريق المضمون غير المستقيم ولا يسلكه سوى كل عبقرى لئيم» فاضحك على الآخرين المتفائلين المنتظرين صحوة الضمير. والحقيقة هى أمامنا واضحة تؤكد: «أن الشريف إذا تقوى تواضع والوضيع إذا تقوى تكبر» ■ إذن ماذا أنتم منتظرون؟! فهناك درس للكبير والصغير، فمازالت هناك عيون تراقب وتقيّم كل مجتهد أصيل، فلا نخلط الأوراق ونحمل المسؤولية على الزمن أو الحظ أو الصدفة أو الحزب، فهناك شىء أكبر هو «تشوه أخلاقى أصاب الجميع». [email protected]