الاعتراف بالخطأ فضيلة، زد على ذلك «شجاعة» لا يتحلى بها سوى الفرسان، وبما أن أهل الكرة لا يملكون جسارة الاعتراف العلنى بالخطأ، فيجب أن يعتذر «العقلاء» الذين انجرفوا بكل جوارحهم، خلف شلة من «الغوغاء» المتسيدين للمشهد الرياضى والإعلامى فى مصر أولاً وفى الجزائر ثانياً. الخطأ أقره الاتحاد الدولى لكرة القدم وعاقبنا على ذلك، ولم يعاقب الجزائر على شىء، وحتى لو كانت الجماهير الجزائرية ارتكبت جريمة فى السودان، فالجريمة الأكبر حدثت فى مصر حين ضللنا «مرتزقة» الإعلام الرياضى بأن «الطوبة» التى ألقيت على «أتوبيس» لاعبى الجزائر كانت «وهم» وأن جماهير «الكرة» لم تخطئ فى حق لاعبى «الجزائر»، ودعك من «الشقيق» و«العلاقات التاريخية» و«العروبة» و«الدم الواحد»، وتذكر فقط أن الجزائر كانت «ضيفا» واجبه الرعاية والحماية، إن كنا نعتبر أنفسنا دولة مضيافة تراعى حقوق الضيف، وتذكر أيضا أن رئيس اتحاد الكرة «الهمام» ورجاله «البواسل» وعدونا بالقصاص للجماهير المصرية «المغدورة» فى السودان، وكانت وعودهم قاطعة بما ملكت «أيمانهم» من دلائل وقرائن تدين جماهير الكرة الجزائرية. تذكر معى بحسرة رد الفعل فى مصر وكيف انجرف كبار فى الصحافة والفن والبرلمان، أما فى الحكومة فحدث ولا حرج، بداية من التصريحات المستفزة وغير المسؤولة التى أطلقها أنس الفقى وزير الإعلام، نهاية بالاجتماعات الحكومية العاجلة، والتى لم تعقد مثلها لمناقشة اتفاقيات دول حوض النيل بعيداً عن مصر والسودان، الخطر الأكبر على مصر الآن ومستقبلا. تذكر أن البرامج والصحف الرياضية أكلت وشبع أهلها من سيرة مصر والجزائر، وأن هناك صحفاً لم يكن أحد يسمع عنها فى الجزائر أصبحت «شهيرة» فى غضون أيام الأزمة، وأن هناك رجالاً طواهم النسيان وجدوا فرصتهم الذهبية فى إثبات وطنيتهم على أنقاض علاقة عظيمة بين «شعبين»، وأن فساد السياسة وأكاذيب السياسيين تحولت إلى بطولات زائفة، سقط فى «فخها» عقلاء وبسطاء وحتى من نعتبرهم قادة فكر ورأى، والكل ألقى بحطبه على النيران المشتعلة التى كان دخانها أكبر من أن يسمعنا صوت العقلاء. وإذا كنا نحترم القانون، ونجل الأحكام، وارتضينا «الفيفا» قاضيا، فعلينا أن نسلم بإدانته لنا، وعلى اتحاد الكرة أن يراجع الأزمة برمتها، وأن يكتشف موطن الخطأ، وأن يعترف بأنه لو عالج «طوبة» مصر ما أشهرت «السكاكين» فى السودان، وأن هذه الواقعة «المشينة» مزقت حبال الود وقطعت أواصر المحبة وأسست لكراهية بغيضة، وأن أول طريق للعلاج الاعتراف بالخطأ. لا تلتفت لكلام بعض مسؤولى اتحاد الكرة، لأنه يزيد الطين «بلة» فما قيمة كلام أيمن يونس عضو الاتحاد: «ندعو روراوة ورجاله إلى جلسة عتاب وليس اعتذاراً»، مشيراً إلى أن خلافهم ليس مع الشعب الجزائرى، ولكن مع المسؤول عن الرياضة فى الجزائر وهو رئيس الاتحاد الجزائرى روراوة، مؤكداً أن العلاقة بين الشعبين المصرى والجزائرى علاقة تاريخية يسودها الاحترام المتبادل، ولن يستطيع أى رياضى أو مسؤول أن يؤثر بالسلب عليها مهما حدث، كما صرح لموقع «العربية نت»، الخطأ خطأ اتحاد الكرة المصرى، وتحديدا رئيسه الذى يجب أن يقدر حجم «المأساة» التى «صنعها» وبالتالى عليه أن يعتذر، ويمنحنا ويمنح نفسه فضيلة الاعتراف بالخطأ، وإذا كنا نريد عودة المياه لمجاريها ونصدق يقيناً عمق «العلاقات التاريخية» يجب أن تكون هذه الخطوة فى حسابات سمير زاهر. الخطأ جريمة، والاعتراف به فضيلة، وأنا شخصيا لا يعيبنى الاعتذار، وها أنا أفعلها رغم أنى لست كروياً.