كما باهى المصريون باختيار النيل شعاراً لقمرهم الصناعى يباهى القطريون ب«أسهيل»، أى كوكب الزهرة الذى يضاء نهارا كما يقول المعتقد الشعبى القطرى، فنحن أبناء النيل وهم أبناء المحار وضوء النهار الطويل كما هو الحال على أسهيل! الخبر يقول إن المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة «يوتل سات» الفرنسية وقعا بالدوحة اتفاقية إطلاق وتشغيل القمر الصناعى القطرى «أسهيل»، إذن الأمر هذه المرة يتقاطع مع ال«نايل سات» مشروع الريادة الإعلامية المصرى الذى تبناه وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، وبقى يباهى به ليس فقط كونه أول قمر عربى وإنما لحصوله على أفضل موقع فى المدار الذى وضع به محققاً مشاهدة عالية من الشرق والغرب وهو ما ميزه على ال«عرب سات». المحصلة أن القمر القطرى متعدد المهمات سيمكن الشركاء من الاستجابة لمتطلبات أنظمة البث والاتصالات التى تشهد نمواً متسارعاً فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهم يبحثون عن أفضل استثمار لأموال الغاز، وهو ما يحق لهم ويجتهدون لدراسة الأمر واختيار ما يستحق المنافسة، ونحن ننسحب مخلين الطريق والمكانة لتتعالى الأصوات لاحقاً بحس المؤامرة بخلط غير مفهوم أو مقبول بين البيزنس والعروبة أو الإخوة!! وهو منطق مغلوط وفقا لكل المعايير، وكان التفاوض مع الفرنسيين يتم سرا ليس لشراء القمر فحسب وإنما على الموقع، موقع ال«نايل سات» ليوضع «أسهيل» فى مدار القمر المصرى وفى أقرب موقع منه، لأنه بذلك يكسر احتكار مصر لمساحة المشاهدة، وذلك مطلع العام 2012 ومن قاعدة أريان الفرنسية.. ولمن لا يعرف فهى تستعد لإطلاق مدينة إعلامية تتجاوز مدينة دبى وتسحب المتبقى من مدينة الإنتاج الإعلامى المصرية. وعندما فكرت مهنياً وقفت على أن القمر القطرى ينتمى لجيل جديد يتعامل مع تقنية الأبعاد الثلاثية وبمستوى جودة ال«إتش دى» للصورة ناهيك عن الصوت! هذا هو الجهد القطرى فماذا عنا؟ هل استعددنا لهذا النوع من المواجهة أم سنلوم من يسعى ليجد لنفسه مكانا فى مواجهة قدم تنسحب طواعية!! فقط دعونى أذكر بمشاهدة مباريات كأس العالم والاستعداد لملف استضافة الأوليمبياد بعد النجاح فى تنظيم البطولة الآسيوية، ثم صفقة هارودز واليوم زرع «أسهيل» الشاب بكل التقنيات الجديدة بجانب ال«نايل سات» فهل ننتبه؟ وبوصفى مصرية تساءلت هل صحيح قطر تسعى لأن ترث الدور المصرى كما تناقلت العديد من الأقلام بعد صفقة هارودز؟! أم أن الأمر ملء فراغ تنازلت عنه الدولة المصرية طواعية فى وقت يغرق فيه أولو الأمر فى تحقيق مكاسب شخصية بعيداً عن متابعة مستجدات العالم؟ فلماذا نحمل الطامحين إقليمياً مسؤولية انشغالنا عن متابعة استثماراتنا؟