بعد أن أنهى بايرن ميونخ مهمته فى الدورى الألمانى بالحصول على اللقب، وبطولة الكأس بالتتويج به باتت أنظاره معلقة بمباراة نهائى دورى الأبطال أمام إنتر ميلان الإيطالى على ملعب ريال مدريد سانتياجو برنابيو. وإذا نجح النادى الألمانى فى تحقيق هذه المعجزة وحصد الثلاثية تحت قيادة الهولندى لويس فان جال، فسيصبح هذا الأمر بمثابة أفضل إنجاز يحققه البايرن خلال العقد الأخير. وفى بداية الموسم لم يكن أحد يتوقع للبايرن هذا النجاح خاصة فى ظل الصعوبات التى كانت تواجهه، إلا أن فان جال نجح فى فك شفرة اللاعبين وجعلهم يعتادون على طريقة تفكيره. تلك كانت الخطوة الأولى نحو بداية التألق، حيث أن المدرب الهولندى حدد لكل لاعب مهمة دقيقة داخل الملعب وأيضا داخل جزء محدد منه، بحيث لا يمكن كسر هذه القاعدة وتخطى الحدود المسموح بها إلا فى المواقف غير العادية. ولم يكن هذا هو العامل الوحيد، فلا خلاف على أن الصحوة التهديفية للهولندى أريين روبين والكرواتى إيفيكا أوليتش كانت من ضمن العوامل التى حسمت الكثير من المواقع الكروية للبايرن خلال الموسم الحالى. وعلى الرغم من اعتماد فان جال على عدد من اللاعبين الأساسيين، مثل نجميه روبين وأوليتش، فإنه دائما ما ينسب أى إنجاز أو إخفاق إلى مجموعة اللاعبين الأساسية والاحتياطيين وعددهم 24 لاعبا. ويظهر هذا الأمر فى تصريحات المدرب الهولندى التى قال خلالها «تمكنا من جعل كل لاعب يشعر بأنه ذو أهمية فى الفريق وهذا الأمر لم يكن سهلا، خاصة فى وجود 24 لاعبا». ويكفى الطريقة التى احتفل بها الجناح الأيسر دييجو كونتينتو بالفوز بنهائى الكأس على فيردر بريمين والفرح الذى أبداه، على الرغم من أنه لم يشارك ولو ثانية واحدة فى المباراة، بسبب شعور الأهمية والانتماء الذى أكسبه فان جال للاعبيه. وبعد أن نجح البايرن فى «الامتحانات المحلية» بدرجة «امتياز» يتبقى له التحدى الأوروبى الأعظم فى 22 من الشهر الجارى أمام إنتر ميلان الإيطالى، وهو فريق آخر نجح تحت قيادة الداهية البرتغالى جوزيه مورينيو فى إثارة إعجاب العالم بأكمله بجمال أدائه، وقدرته على تحقيق ما ظنه البعض مستحيلا، بإقصاء برشلونة، أفضل فريق على الساحة الكروية حاليا، والتأهل لنهائى البطولة.