أثبت الهولندي لويس فان جال المدير الفني لفريق بايرن ميونخ الألماني للجميع مجدداً صدق مقولة "من يضحك أخيراً .. يضحك كثيراً" ، وذلك بعدما نجح في حسم لقب الدوري الألماني بعد تغلبه على ضيفه بوخوم بثلاثية أحرزها الشاب توماس مولر في مباراة جرت فعالياتها وسط أنصار العملاق الألماني بملعب أليانز أرينا قبل مرحلة واحدة من نهاية المسابقة ليترك منافسه شالكة في مركز الوصافة. فالمدرب الهولندي بدأ مسيرته مع البايرن بالبوندزليجا بصورة محبطة مع بداية الموسم الجاري ، حيث تلقى الفريق هزيمتين وثلاثة تعادلات مقابل فوزين فقط في أول ثماني مباريات له بالدوري ، فبدأ القلق يساور عشاق وأنصار البايرن ، وظهرت بعض الأصوات المطالبة بالإطاحة بفان جال ، كما لم تسلم إدارة النادي ورموزه مثل القيصر فرانز بيكنباور وكارل هاينز رومينيجيه من جلدات الهجوم ، خاصة في ظل الصفقات ذات العائد المادي الكبير التي أبرمتها الإدارة البافارية قبل انطلاق الموسم مع المهاجم الألماني ماريو جوميز من شتوتجارت ، وإيفيكا أوليتش من هامبورج ، والهولندي آريين روبن الذي طردته إدارة ريال مدريد من المجرة الجديدة التي كونها النادي الملكي من جديد في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. ومع مرور الوقت بدأت النتائج تتحسن تدريجياً ، وتلاشت أصوات المعارضة ضد مدرب ولاعبي البايرن ، وجاءت أولى الخطوات التي هدأت من ثورة الجماهير بعد نجاح فان جال وكتيبته في إزاحة العملاق الإيطالي يوفنتوس من الدور الأول بدوري أبطال أوروبا ، بعد رباعية تاريخية على السيدة العجوز في ملعبها في ختام مرحلة المجموعات. وقبل خوض غمار الأدوار الإقصائية من بطولة دوري الأبطال ، بدأ فان جال في الكشف عن حلمه الكروي في 2010 بتحقيق ثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال لأول مرة في تاريخ العملاق البافاري ، خاصة بعد أن تراجع باير ليفركوزن في سباق المنافسة على البوندسليجا ، حتى رفع راية الاستسلام ، وترك بايرن وشالكة يكملان صراع الفوز بالدوري. وفي الكأس الألمانية ، لم يجد فان جال أي صعوبة خلال مسيرته ، خاصة وأن مشوار الفريق كان ممهداً للوصول النهائي بعد خوضه ثلاث مباريات ضد فرق من الدرجات الأدنى في ألمانيا ، وكان شالكة العقبة الوحيدة التي واجهها بايرن في مشواره نحو نهائي الكأس ، ولكن رفاق ريبيري وروبن نجحوا في الصعود للنهائي على حساب "الرويال بلوز" بعد أسبوع واحد فقط من إسقاط نفس الفريق في بطولة الدوري وانفراد البايرن أيضاً بصدارة المسابقة. وبعد تتويج البايرن بالدرع الألمانية للمرة ال22 في تاريخ النادي ، صرح فان جال وسط الأفراح الطاغية مع جماهير فريقه في الشوارع أنه يأمل في العودة ليحتفل معهم في نفس المكان مرتين ، الأولى عندما ينجح في استرداد كأس ألمانيا التي حققها البايرن في 2008 عندما يلاقي فيردر بريمن في المباراة النهائية للكأس بداية الأسبوع المقبل ، وتضع جماهير البايرن آمالاً عريضة على تفوق فريقها على بريمن ، حيث تقابل الفريقان مرتين هذا الموسم ، انتهت الأولى بالتعادل على الأليانز أرينا ، وحسم البايرن الثانية لصالحه بنتيجة 3/2 في معقل فيردر بريمن. وأضاف أن التحدي الأهم والأصعب بالنسبة له ولفريقه هو الكأس الأوروبية ، التي تعد أغلى الكئوس الثلاثة ، حيث يأمل المدرب السابق للكمار الهولندي ، أن ينجح بمعاونة مواطنيه الجناح الطائر الهولندي آريين روبن ، ومارك فان بوميل قائد الفريق في تحقيق اللقب للمرة الخامسة في تاريخ بايرن ميونخ ، واسترداد الكأس الغائبة عن جدران النادي منذ آخر مرة فاز بها في 2001 تحت القيادة الفنية للألماني أوتمار هيتسفيلد ، كما يحلم فان جال أيضاً بالوقوف على منصة التتويج الأوروبية مرة أخرى بعد 15 عاماً عندما أحرز اللقب مع أياكس الهولندي. ويعترف فان جال بصعوبة التحدي الأوروبي الذي يلاقي خلاله إنتر ميلان الإيطالي الذي يطمح أيضاً لتحقيق ثلاثية تاريخية لعشاق النيراتزوري ، وتحقيق اللقب الأوروبي الغائب أيضاً عن العملاق الثاني لمدينة ميلان منذ 45 عاماً ، ويأمل عشاق بايرن ميونخ أن تتواصل مقولة "الكعب العالي" مع فريقها على ملعب سنتياجو برنابيو بمدريد والذي ستقام عليه المباراة النهائية في 22 مايو الجاري ، خاصة وأن فان جال ورجاله نجحوا في قهر الأندية الإيطالية خلال البطولة الحالية ، بدأت بتلقين اليوفنتوس هزيمة مذلة برباعية في الملعب الأولمبي بتورينو ، وتبعه إقصاء فيورنتينا من دور ثمن النهائي بصورة جرحت أنصار الفريق الإيطالي التي ملأت ملعب أرتيميو فرانكي معقل الفريق البنفسجي.