«ابنة ترزى متواضع تصبح أول وزيرة مسلمة فى تاريخ ألمانيا»، هذه هى أيجول أوزكان «38 عاماً»، التى تولت وتشغل حالياً منصب وزيرة شؤون المجتمع والاندماج فى ولاية ساكسونيا السفلى، وهو المنصب الأرفع لأى مسلم فى البلاد. وتنسب أيجول الكثير من نجاحها إلى والدها، خياط يقوم بتعديل وتجديد الملابس القديمة ويحيك بطانة وحواشى الملابس منذ أكثر من أربعة عقود، وهو لايزال يفتح ورشته الموجود ويقوم بأعمال بسيطة مثل تقصير طول البنطال أو تعديل السترات أو إضفاء تعديلات على بعض الفساتين.وأيجول من أصل تركى، حيث قدم والدها إلى هامبورج يوم 2 ديسمبر 1963، وبعد 5 سنوات من عمله كموظف بريد، أنشأ متجره الخاص وأحضر زوجته نوران إلى ألمانيا، حيث أنجبا ابنتيهما. وعملت أيجول فى العديد من المناصب حتى وصلت إلى منصب مديرة تنفيذية فى شركة الطرود العالمية «تى.إن.تى» قبل أن تتقلد منصبها الوزارى الأخير. وتسترجع أوزكان حياتها مشيرة إلى أن والدها آمن بها كثيرا ورأى الكثير من مميزاتها، وأنه كافح كثيرا من أجل بقائها فى التعليم، خاصة أن مدرسيها فى المراحل الابتدائية والإعدادية أشاروا إلى أن إمكانياتها لا تؤهلها لاستكمال تعليمها، إلا أنه واصل مساندتها فى مجلس الآباء حتى أنهت دراستها الثانوية بشكل متميز. ومن المقرر أن يظل زوجها الدكتور أوزكان، فى هامبورج مع ابنهما «7 أعوام» إلى أن تعثر زوجته على منزل ملائم لوزيرة فى هانوفر عاصمة ساكسونيا السفلى. وتقول أوزكان على موقعها الإلكترونى إنها كانت مهتمة بالشؤون السياسية منذ حصولها على تدريب فى عام 1997 فى البرلمان الأوروبى، قبل أن تنضم إلى الحزب المسيحى الديمقراطى، الذى تنتمى إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فى عام 2004. ويقول أساتذة العلوم السياسية إنه على الرغم من البعد الواضح عن المسلمين واسمه الذى يضم كلمة «المسيحى» فإن الحزب المسيحى الديمقراطى يجتذب بالفعل الدعم من المهاجرين الأتراك المحافظين. وتحافظ أوزكان، التى ترتدى كثيراً بذلات رسمية وتضع قليلاً من مساحيق الزينة، على ابتسامة دائمة وتبدو أنها لا تكل ولا تمل وهى تتعامل مع اهتمام كاميرات المحطات التليفزيونية الألمانية والتركية على حد سواء بها ومتابعتها لها. ونقل عن إحدى زميلاتها فى شركة «تى.إن.تى» قولها: «لطالما اعتبرتها امرأة من النوع الخارق». واتسمت ردود الوزيرة المسلمة بالدبلوماسية، فعندما واجهت سؤالاً فى مقابلة مع وسائل الإعلام عن آرائها فى الحجاب الذى ترتديه المرأة المسلمة، فأجابت بالرد العلمانى المعتاد الذى يتمثل فى أنه «يتعين أن تكون المدارس حيادية.. فى تركيا، يحظر ارتداء الحجاب»، لكنها قالت إنه يجب تطبيق المبدأ نفسه على الصلبان فواجهت عاصفة من الانتقادات بل وبعض التهديدات بالقتل.