الأهلى قهر الاتحاد.. وحسمها ب«الثلاثة»

بجدارة واستحقاق، تأهل الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى لدور الثمانية بدورى رابطة أبطال أفريقيا بعد الفوز بثلاثية نظيفة على الاتحاد الليبى فى المباراة التى جرت بينهما مساء أمس باستاد القاهرة، وكان لقاء الذهاب فى طرابلس قد انتهى بفوز الاتحاد بهدفين نظيفين.
أحرز للأهلى عماد متعب «60»، ومحمد فضل «74»، وشهاب الدين أحمد «94».
قدم أبناء القلعة الحمراء أقوى عروضهم هذا الموسم، واستعادوا من خلاله بريقهم الغائب منذ فترة، ليثبت الأهلى أنه لا يوجد مستحيل فى كرة القدم، ونجح اللاعبون فى إثبات وجودهم وإسعاد جماهيرهم بعد أن أمتعوهم بفاصل من المهارات الكروية، خصوصاً محمد بركات وسيد معوض نجمى المباراة، إلى جانب شهاب الدين أحمد صاحب هدف التأهل الذى كتب من خلاله شهادة ميلاده الحقيقية فى عالم كرة القدم بعد أن أثبت أنه لاعب ذو مؤهلات كروية عالية ويملك الكثير ليقدمه للكرة المصرية.
فيما استحق حسام البدرى، المدير الفنى، الإشادة بعد أن نجح فى عبور المباراة إلى بر الأمان، وأحسن إجراء التغييرات وقيادة فريقه من خارج الخطوط.
وبعد انتهاء المباراة انهالت الدموع من عينى البدرى بسبب التشجيع غير العادى له من الجماهير فى المدرجات، وقام اللاعبون بحمله فوق الأعناق وطافوا به حول المعلب.
كما هو متوقع، بادر لاعبو الأهلى بالهجوم مع بداية الشوط الأول، ووضحت عليهم الرغبة فى إحراز هدف مبكر.. وتركزت الهجمات الأهلاوية من الناحية اليسرى عن طريق سيد معوض الذى كان أحد نجوم الشوط من خلال انطلاقاته البارعة وعرضياته المتنوعة التى أزعج بها دفاع الضيوف.. وفرض أبناء القلعة الحمراء أسلوبهم على مجريات اللقاء، وتناقلوا الكرة بسرعة فدانت لهم السيطرة، فيما اكتفى لاعبو الاتحاد بالدفاع ومحاولة تضييق المساحات أمام المهاجمين والتكتل أمام منطقة الجزاء، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة عن طريق الزوى وكاميللو رأسى الحربة..
البداية الإيجابية كانت عن طريق شهاب الدين أحمد الذى سدد الكرة من أمام منطقة الجزاء لكنها ارتطمت بأقدام اللاعبين ليعلن عن السيطرة الأهلاوية، وتشتعل المدرجات فى استاد القاهرة حماساً.. وبعدها هيأ أحمد حسن الكرة لنفسه فى جهة اليسار ودخل بها الصندوق وسدد فى يد الحارس سمير عبود الذى أمسكها بثبات.
كان عماد متعب مصدر خطورة حقيقيا على الضيوف من خلال تحركاته الإيجابية داخل الصندوق، وتعاطف القائم الأيمن مع فريق الاتحاد عندما سدد متعب الكرة التى وصلته لترتطم بأحد المدافعين وتصطدم بالقائم لتضيع على الأهلى أول فرصة حقيقية للتهديف فى الدقيقة الخامسة.. ورد عليه كاميللو بهجمة مرتدة، كاد بواسطتها يهدد مرمى شريف إكرامى لكن وائل جمعة تدخل فى الوقت المناسب ليبعد الكرة من أمامه.
وبمرور الوقت هدأ إيقاع المباراة، وحاول لاعبو الاتحاد إضاعة الوقت وادعاء الإصابة والسقوط داخل أرض الملعب.
عاب لاعبى الأهلى التسرع وعدم التركيز مما أفقدهم الدقة فى اللمسة النهائية وإنهاء الهجمة بشكل جيد.
ومن كرة عرضية لعبها شريف عبدالفضيل الظهير الأيمن شتتها يونس الشيبانى ضعيفة، ووصلت إلى محمد بركات فسددها ضعيفة فى يد الحارس.
نشط محمد بركات وتحرك يميناً ويساراً وأجهد الدفاع الليبى فأعاد فريقه للخطورة من جديد، ومن إحدى غزواته، انطلق بالكرة داخل الصندوق، ومر من أحد المدافعين.. ولعبها عرضية أبعدها الشيبانى قبل متعب منقذاً فريقه من هدف محقق.. بعدها لعب أحمد حسن الكرة عرضية مرت من الحارس دون أن تجد المتابع.
وضح افتقاد الأهلى وجود رأس حربة ثان إلى جوار متعب حتى يتم التعامل مع الكرات العرضية بشكل مناسب، خصوصاً مع ابتعاد محمد أبوتريكة عن مستواه المعهود، فضلاً عن الرقابة المحكمة المفروضة عليه.. وطالب لاعبو الأهلى بضربة جزاء من عرقلة سيد معوض لكن الحكم رفض ومنح معوض كارتاً أصفر بدعوى ادعاء السقوط داخل منطقة الجزاء. وأهدر أحمد حسن أسهل فرصة فى المباراة، عندما مر معوض داخل الصندوق وانفرد بالمرمى ولعب الكرة عرضية لأحمد حسن غير المراقب أمام المرمى لكنه سددها برعونه برأسه فوق العارضة بغرابة شديدة.
ارتبك دفاع الاتحاد أمام الهجمات الأهلاوية المتتالية، ولعب أحمد حسن الكرة عرضية وصلت إلى بركات الذى مر من أحد المدافعين وسدد الكرة قوية أبعدها سمير عبود بصعوبة إلى ضربة ركنية.
تواصلت الهجمات الحمراء وكانت الجهة اليسرى الأنشط عن طريق سيد معوض الذى انطلق ولعب الكرة إلى بركات فأعادها بدوره إلى أحمد حسن داخل الصندوق ليهديها إلى أبوتريكة الذى سددها بيسراه ضعيفة فى يد الحارس.
استمرت السيطرة الأهلاوية وإضاعة الفرص الواحدة تلو الأخرى بسبب قلة التركيز والعصبية فى الأداء.. وفى الدقائق الأخيرة كاد كاميللو يفعلها عندما وصلته الكرة من الزوى داخل الصندوق فسددها قوية مرت بجوار المرمى، وبعدها سدد الزوى الكرة برأسه ارتدت من القائم الأيمن الذى تعاطف مع شريف إكرامى ليطلق بعدها الحكم صافرة نهاية الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف.
فى الشوط الثانى، أشرك حسام البدرى، المدير الفنى للأهلى محمد فضل بدلاً من أحمد حسن لزيادة الكثافة العددية داخل الصندوق واستغلال الكرات العرضية، وضغط أبناء القلعة الحمراء بكل خطوطهم خصوصاً من خلال سيد معوض، وسدد شهاب الدين أحمد الكرة من منتصف الملعب صاروخية مرت بجوار المرمى.
حاصر لاعبو الأهلى الضيوف فى منتصف ملعبهم، واكتفى شريف إكرامى بالفُرجة، فلم تصله أى كرة خلال النصف الأول من الشوط، حتى جاءت الدقيقة «60» عندما لعب معوض الكرة عرضية داخل الصندوق لتصل إلى متعب الذى هيأها لنفسه ببراعة، ولف حول نفسه بسرعة وسدد الكرة فى المرمى محرزاً الهدف الأول لفريقه.
زاد حماس لاعبى الأهلى بعد هدف متعب، وواصلوا ضغطهم على منافسهم، وكما هى عادة الهجمات الأهلاوية، مرر معوض الكرة عرضية داخل الصندوق لعبها فضل برأسه، طار عليها الحارس وأبعدها بصعوبة لتصل إلى أبوتريكة أمام الرمى فسددها مباشرة، لكن الحارس عاد للتألق، وأنقذ التسديد، ببراعة يُحسد عليها.
وأجرى البدرى تغييره الثانى بنزول أسامة حسنى بدلاً من شريف عبدالفضيل ليلعب فريقه بثلاثة مهاجمين، وأعاد محمد بركات ظهيراً أيمن ليفتح جبهة هجومية جديدة على منافسه. وبعد عدة تمريرات أهلاوية، وصلت الكرة إلى بركات داخل الصندوق فسددها خارج المرمى.
كافأ بركات مديره الفنى، ومرّ فى الجهة اليمنى ولعب الكرة عرضية داخل الصندوق طار عليها محمد فضل وسددها برأسه ببراعة داخل المرمى محرزاً الهدف الثانى لتشتعل المدرجات فرحاً بهدف الاطمئنان.
ارتبك لاعبو الاتحاد بعد الهدف، وصال بركات وجال فى الجهة اليمنى ومارس هوايته فى المراوغة، ومرّ من أحد المدافعين ودخل الصندوق وسدد الكرة لتمر بجوار المرمى.
كانت الكرة تسير فى اتجاه واحد هو مرمى سمير عبود وتوالت الهجمات الواحدة تلو الأخرى لكن دون جدوى بسبب صلابة الدفاع الليبى وحارس المرمى.
وضح تأثر عماد متعب بإصابته السابقة مما أثر على مستواه سلباً، واضطر البدرى لاستبداله بأحمد شكرى.
ومن مجهود فردى، استحوذ فضل على الكرة لنفسه مستغلاً خطأ المدافع ولعب الكرة عرضية لأسامة حسنى أمام المرمى لكنها مرت من أمامه.
توترت الأعصاب فى الدقائق القليلة المتبقية من عُمر المباراة مما أثر على أداء اللاعبين، وقبل النهاية بدقيقة ارتدى شهاب قفاز الإجادة واستحوذ على الكرة فى منتصف الملعب وسدد الكرة صاروخية متحلياً بشجاعة فائقة فى هذا التوقيت العصيب لتسكن الكرة شباك الاتحاد وتهتز جنبات استاد القاهرة فرحاً بهدف التأهل لدور الثمانية، ليطلق بعدها الحكم صافرته بفوز الأهلى 3/صفر.