كثرة اهتمامه بالنظافة حول بيته، وسعيه إلى أن يعيش فى بيئة نظيفة، جعلا سكان المنطقة يطلقون عليه لقب «العمدة»، فمع آذان الفجر يستيقظ سمير الشناوى ويذهب ليصلى فى المسجد المجاور لمنزله فى شارع البلدية فى إمبابة، ثم يعود ليمسك «مقشة» وخرطوم مياه ويبدأ فى تنظيف الشارع، وبعد أن ينتهى يجلس على الكرسى الذى يضعه دائما أمام عقاره، ويتذكر أيام البطولات منذ كان محاربا فى «أكتوبر 1973». 20 عاما مرت على الحاج سمير منذ خروجه من الخدمة، على أمل أن يرتاح، لكنه مازال يناضل بحثا عن الراحة: «خرجت على المعاش لأنى كنت تعبان وقلت أرتاح، لكن منين تيجى الراحة فى بيئة مش نظيفة.. كل اللى عاوزه اعيش فى مكان نضيف آمن ولأن ده مش متوفر اضطريت أوفره بمجهودى الشخصى». بنظرة واحدة تستطيع أن تحدد عقار الحاج سمير لأنه الوحيد وسط العقارات المجاورة، الذى يدل على وجود بشر فى داخله، فاللون الأخضر الذى دهن به واجهة العقار مع الزرع المحيط به، بدءا من السطوح وحتى البوابة، والمقشة الموجودة فى مدخله تدل على اختلاف سكان هذا العقار عن الآخرين: «شاركت فى حرب 67 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 73 نفسها.. ودلوقتى بدل ما أرتاح بنضف الشارع وبرضه مارتحتش». المجهود الذى يبذله «الحاج سمير» فى تنظيف الشارع يشبه المجهود الذى كان يبذله ونيس فى مسلسل «يوميات ونيس»، فبمجرد أن ينتهى من التنظيف يفاجأ بالسكان يلقون الزبالة من الشباك، فيتشاجر مرة ويسكت مرة أخرى، لكنه لا ييأس ويواصل التنظيف: «الناس بيقولولى يا عم سيبك ماتتعبش نفسك ما الشارع كده كده هيتوسخ تانى، لكن أنا راجل ريفى متعود على البيئة النظيفة ومليش دعوة بحد.. مش سلبى ومش هبقى سلبى». محاربته للقذارة جعلته يحارب أيضا «سوق الجمعة» والموقف العشوائى المحيط ببيته: يوم الجمعة الناس بتقعد فى بيوتها من الخوف وبتقفل على نفسها والبياعين بيوسخوا المنطقة ويخلوها «عربخانة»، واليوم ده بيبقى أصعب يوم عليا.. بتعب أوى فى تنضيف اللى بيعملوه تحت بيتى.. أما الميكروباصات اللى واقفة بشكل عشوائى فأنا برضه ماسكتش عليها ورحت اتكلمت مع السواقين بس هما قالولى «هو مفيش غيرك فى المنطقة ما تكبر دماغك بقى». اهتمامه بأحوال المنطقة ومصلحتها ومحاولاته الدائمة للعيش فى بيئة نظيفة، جعل أهالى المنطقة يطلقون عليه لقب «عمدة المنطقة» لكنه يرفض أن يساعده أحد من السكان: مليش الا ابن أخويا هو الوحيد اللى بيمسك الخرطوم ويساعدنى وأنا برش الميه.