إن كان الثأر هو أسلوب الغاب، إذن فالإسراع بالمحاكمة والإعدام هو العدالة. حالة الشذوذ فى الانفعال لقاتل مجرم مدمن هارب من مصر ودخل لبنان منذ أربعة شهور، وخلال إقامته فى هذه الفترة قام بجريمة اعتداء جنسى على فتاة لبنانية قاصر، ولم تتم محاكمته لأنه استطاع أن يستند إلى الخلل العقلى الذى يصيبه أحياناً منذ طفولته، فتهرب من العقاب والمحاسبة، التى تستحق وحدها الإعدام. عاد إلى نفس القرية ليطلب الزواج من إحدى بناتها، والتى رفضت الارتباط به لسيرته الذاتية التى أصبحت معروفة للجميع، فقام بالانتقام من الجد والجدة المسنين وطفلتين «سبع وتسع سنوات»، وقام بنفسه بتصفية دمائهم وتشويه أجسادهم وتقطيع أوصالهم، وهم ليس لهم ذنب ولا يملكون حتى من يدافع عنهم. لحظة انفجار كبير من الغضب من سكان هذه القرية المسلمة السنية، التى وجدت أن هذه العدالة البطيئة الكسيحة لم تصل لتطفئ نار أهل القرية المسالمين، بعد أن تم التأكد من أنه هو الفاعل الوحيد بالاعتراف والتحليل للأدلة و«دى إن إيه» من دماء الضحايا، فهجم عليه أهل القرية بشكل جماعى موحد، واعتبرت أنها لحظة ثأر ليكون عبرة لكل قاتل معتد على أهل هذه القرية، فمن حالة انتهاك بكارة فتاة ومن ثم الاغتيال والقتل لأربعة لا ذنب لهم سوى الإرضاء لغريزة فى الانتقام من عروسته التى رفضته. حالة التأخر والتسيب فى العقاب والإنصاف لهؤلاء وفقدان سرعة إحقاق الحق والعدالة من السلطة القضائية، كانت السبب الوحيد فى أسلوب عقوبة المئات من أهل القرية لهذا المجرم. صحيح ما فعلوه يتجاوز كل حقوق الإنسان ولا يستند لأى قانون، ولكن هذه القرية لم تر فى هذا الرجل المجرم صورة إنسانية ولا إسلاماً ولا دولة مصرية، ولا القوانين الدولية ولا أعرف للتعامل فى إطار الثواب والعقاب.. فكل فعل فى الدنيا له رد فعل وإن الندم أو التردد فى عقوبة الإعدام لهؤلاء غير جائز. والغريب فى تناسى المصريين من الجنود فى سلاح الحدود المحترمين المخلصين للوطن الذين سقطوا فى حالة السلم على أيدى الإخوان الفلسطينيين فى كل مرة يعتدون فيها على الحدود المصرية ونجد «حماس» وحكومتها لا تظهر القاتل ولا كلام ولا تبرير، وأرض رفح المصرية تشهد على دماء هؤلاء المصريين. التناسى للهجوم والقتل والتهاون فى العديد من المرات من إخوة عرب لحقوق المصريين، ونحن دائماً مستسلمون، وبالأمس تثور الفضائيات لهذا المجرم المدمن، الذى اعتدى وقتل ومثل بجثث الضحايا قبل أن يتم الانتقام منه بهذا الأسلوب. أتمنى على جميع المصريين رفع الصوت والمتابعة والتحقيق على كل من يعتدى ويخطئ فى حقهم إن كانوا بالفعل مواطنين محترمين مسالمين ولم يتعدوا على حقوق الغير، ولكن يتعدى عليهم كل يوم جماعة حماس الفلسطينية أو إسرائيل المعتديتان أو حتى آخرون من العرب أو المشاركون لهم فى نفس الوطن.. ولكن لا شفاعة للمجرمين. [email protected]