عاد إلى إسرائيل، أمس، وفد الداخل الفلسطينى، الذى اجتمع بالرئيس الليبى معمر القذافى، خلال زيارة غير مسبوقة و«تاريخية»، وعادت معهم آمال عرب 48 فى المزيد من محاولات كسر حاجز العزلة النفسية التى تفرضها الدول العربية عليهم، بسبب جوازاتهم الإسرائيلية، وهم الذين يناضلون منذ أكثر من 60 عاماً للحفاظ على هويتهم الثقافية العربية. جاءت الزيارة التاريخية للوفد العربى لفلسطينيى 48 إلى ليبيا، بناءً على دعوة من القذافى، أذن لهم فيها بدخول البلاد دون جوازات سفرهم الإسرائيلية، واستمر اللقاء ثلاث ساعات، داخل خيمة فى منطقة صحراوية قريبة من مدينة سرت، التى تبعد عن العاصمة الليبية طرابلس حوالى 450كم. وضم الوفد نحو 40 شخصية من ممثلى الأحزاب السياسية والوطنية من فلسطينيى 48، واعتبر الأعضاء أن الزيارة تجسد التواصل القومى العربى، الذى كان ولايزال من أهم مبادئ الحركة الوطنية والتيار القومى فى الداخل الفلسطينى، خاصة أن الزعيم الليبى دعا فلسطينيى الداخل إلى تحديد مطالبهم من العالم العربى ومن لجامعة العربية لنقلها بصفته رئيساً مناوباً للقمة. وأعرب النائب جمال زحالقة، من حزب التجمع الوطنى، ل«المصرى اليوم» عن آماله فى أن تكون بداية لافنتاح أوسع فى العلاقات مع ليبيا، ومع باقى الدول العربية. وأضاف «نتطلع إلى تواصل فعلى وعملى مع ليبيا وغيرها من الدول العربية، ونأمل أن يكون تواصلاً مباشراً بيننا وبين أمتنا العربية، وليس تطبيعاً مع إسرائيل». وعن القضايا التى طرحت خلال الزيارة، قال «تحدثنا عن الوضع فى أراضى ال48، وأبدى الرئيس القذافى انفتاحاً كبيراً للتواصل معنا، وشدد على ضرورة أن يسمع صوتنا، عالمياً وعربياً، وهذا أمر فى غاية الأهمية، ونحن فى حالة صراع مرير مع الصهيونية، فكراً وممارسة». من جانبه، وصف الشيخ كمال خطيب زيارة ليبيا بالإيجابية قائلاً: «إن الهدف الذى نظمت لأجله الرحلة كانت لتأكيد التواصل مع العالم العربى والإسلامى وكسر حاجز العزلة الذى ضرب علينا وفرض علينا منذ العام 49 وحتى الآن». وأشار رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيى الداخل محمد زيدان إلى «وقوع فلسطينيى 48 تحت وطأة كابوسين: الاضطهاد الإسرائيلى والتنكر العربى لهم منذ النكبة بذريعة التطبيع». ويعتبر فلسطينيو 48 اللقاء بأنه فاتحة خير ومصالحة تاريخية مع زعيم عربى، وفقاً لزيدان الذى قال «للأسف الشديد العالم العربى فى معزل تام عنا ويتعامل معنا كيهود، والمعظم لا يعرف أنه يوجد عرب فى الداخل لم تنجح المؤسسة الإسرائيلية فى إخراجهم من أراضيهم».