ملف «لسانك حصانك»، الذى قدمه ملحق «طعم البيوت» فى 12 مارس الماضى، كان الموضوع الذى اختارته السيدة سهيلة الساوى، رئيس الجمعية المصرية لخدمة المجتمع والبيئة، ليكون محور الندوة الشهرية التثقيفية التى تقيمها الجمعية لسيدات ميت عقبة والمناطق المجاورة. كانت الندوة جلسة نقاش مفتوح بين الكاتبة مى عزام رئيس قسم المرأة فى «المصرى اليوم» وأكثر من 250 سيدة، ودارت المناقشات حول هموم متقاربة، أهمها تجاهل الزوج للمشاركة فى عبء البيت ومسؤولية تربية الأبناء، وحتى مجرد الاستماع للزوجة. فى بداية اللقاء الذى جاء تحت عنوان «فلسفة الكلام والصمت»، قالت سهيلة الساوى إن الجمعية بدأت نشاطها مع سيدات ميت عقبة منذ 15 عاما، بهدف تنمية وتجميل المنطقة، وتطوير حياة المرأة على وجه الخصوص التى لا ينقصها إلا الثقة بالنفس، وكانت أكبر مشكلة واجهتها الجمعية هى إحساس المرأة بالظلم الاجتماعى، لذا سعت الجمعية منذ بداية عملها أن تنشر فكرة تحسين الحياة، وأفضل سبل التعامل مع الآخر، وتفتح أبواب الحوار من أجل القضاء على إحساس القهر الساكن فى أعماق المرأة. وأوضحت مى عزام أن هناك فرقاً بين الرجل والمرأة فى وظائف المخ وطرق التفكير، فالمرأة عندما تحكى عن همومها تقصد «الفضفضة» ولا تقصد الشكوى بهدف البحث عن حل عاجل للمشكلة التى تتحدث عنها، عكس الرجل الذى لا «يفضفض» بل «يشكو»، بمعنى أنه يبحث بالضرورة عن حل، بمعنى أن الزوجة عندما تتحدث معه عن شقاوة الأولاد، أو ارتفاع الأسعار، فإنها لا تطلب منه أن يعاقبهم أو تطالب بزيادة مصروف البيت، لكنها بالأساس تسعى للتواصل معه، والتخفيف عن أزماتها بالكلام، لكن الرجل لا يفهم ذلك ويفكر بطريقته بأن لكل كلمة اتجاهاً يجب أن يترجمه لفعل، ولهذا تنشأ خلافات ومعارك أسرية يومية كان من الممكن ألا تحدث لو تفهم كل طرف طريقة تفكير الآخر، وهى المشكلة التى تكررت فى معظم ماسمعته الآن، ولخصتها كلماتكن فى تعبير «زوجى لا يسمعنى». واستمعت «عزام» إلى مشكلات عدد من السيدات وقدمت إليهن حلولا وبعض النصائح، منها أن للكلام قواعد يجب اتباعها، فعليها أن تختار الوقت المناسب للحوار مع الآخرين سواء كان زوجها أو صديقتها وجارتها، وأن تتخير ألفاظها، كما أن للفضفضة حدوداً لا يجب تخطيها، وأنه لابد من وجود أسرار شخصية لا نتحدث بها حتى لا تصبح الحياة مثار جدل وهايد بارك للكلام وفقط. وشاركت السيدات فى الحوار، فقالت إيمان (30 سنة)، إنها كانت تعانى من ضيق صدر زوجها، فهو لا يطيق أن يسمعها، ويقول لها دائما: «اختصرى وادخلى فى المفيد»، واشتكت سميرة (28 سنة)، من سوء علاقتها بزوجها وابنها «11 عاما»، حيث يتعمد تنفيذ عكس كل ما تقوله له، الأمر الذى يجعلها تضربه بعنف شديد، وتحول عقابها بالنسبة له إلى أمر اعتيادى لا تتوقف عنه ولا يفيد فى تعديل سلوكه، وتحدثت سلوى (33 سنة) عن انشغال زوجها عنها فى الساعات القليلة التى يعود بها من عمله فى مشاهدة التليفزيون، حتى إنها اعتادت مشاهدة مباريات كرة القدم التى لا تحبها، كى تجد وسيلة لمناقشته فى قضايا الأسرة، وسميرة (45 سنة): «أشعر بالخنقة، المعايش بقت صعبة»، واستفاضت أخريات فى الحديث عن مشاكل الجيران وندرة الصداقة.