الوضع كالتالى: الاجتماع الأول للبرادعى بعد أن أصبح الرئيس الجديد لمصر، وفيه يعرف أن مدير مكتبه أصيب بالجنون حينما اطلع على الأوضاع الحقيقية لمصر. (البرادعى مندهشا) يا ساتر يا رب. يا ترى إيه المكتوب فى الورق عشان يحصل له كده؟!. هاتوه حالا. (بعد ساعتين يدخل مدير مكتبه وقد وضع طاسة على رأسه بالمقلوب، وأمسك غصن شجرة وراح يغنى) العتبة قزاز والسلم نايلو فى نايلو (البرادعى مذهولا) إيه اللى جرالك؟! ده إنت كنت سيد العاقلين. إنت قريت إيه فى التقارير؟! (بمجرد أن يذكر كلمة التقارير يخرج منه صراخ حاد وقد عاودته الحالة العصبية مع حالة هياج رهيب، وراح يغنى بسرعة شديدة وكأنه يغطى على ذكريات عصيبة) العتبة قزاز والسلم نايلو فى نايلو. (البرادعى منزعجا) يا ساتر يا رب. هى الحالة سوده كده!. (محدثا نفسه) إثبت يا برادعى. مهما كان حجم المشكلة فبالإدارة الجيدة نقدر نتخطى العقبات. رجعوه المستشفى تانى وهاتوا التقارير. (كبير مساعده يحمل كوب ماء ويدس قرصا فى فمه) خد إبلع الأول الحبة المهدئة دى، وربنا يعينك على اللى حتقراه (يضع الورقة الأولى أمام عينه) ده الرقم الحقيقى للدين الخارجى. (يحملق فى الرقم صامتا لعدة دقائق، ثم ينتفض من مقعده صارخا) يا نهار إسود! (يضع الورقة الثانية أمامه) وده رقم الدين الداخلى (ينهار على مقعده مذهولا) يا نهار إسود! (وهو يقدم له ورقة تلو الأخرى والبرادعى يقوم ويجلس) ودى أصول البلد اللى باعوها لنفسهم، ودى الفلوس اللى خرجت من البلد، وده عدد مرضى الفشل الكلوى فى مصر، ودول مرضى السرطان، ودول مرضى فيروس سى، والعيال اللى عندهم أنيميا، دول الناس اللى بينتحروا كل سنة، ودول عندهم اكتئاب، وده سعر الغاز اللى باعوه لإسرائيل، ودول عدد الفقرا، وده متوسط دخل المواطن، ودى إنتاجيته، وده عدد حوادث الطرق، ودى أعداد المدمنين، ودول اللى ما اتجوزوش، ودول اللى مش حيتجوزوا، وده عدد الزواج العرفى والأطفال مجهولى النسب، وده عدد أطفال الشوارع، ودول.... - (البرادعى يصرخ مقاطعا) كفاية... كفاية، ثم يردد بلا انقطاع «أنا اللى جبت ده كله لنفسى، يا ريتنى قعدت فى فيينّا كافى خيرى شرى، وما فكرت أعمل إصلاح ولا وافقت أبقى رئيس». أما فريق المعاونين فقد راحوا ينشدون بصوت جماعى: العتبة قزاز والسلم نايلو فى نايلو. ترى ما الذى سيحدث بعدها؟ وما هى الاقتراحات التى ستُطرح لحل مشاكل مصر؟! غدا ستعرف كل شىء إن شاء الله.