إن كنت تراقب أحوالها من بعيد.. أو تجلس بجوارها على ضفاف النيل، ففى كل الحالات تشعر بحالة إحباط، ويتملكك القلق والخوف على ما تراه وتسمع عنه كل يوم من تدهور فى أحوال «أم الدنيا» مصر.. فماذا يحمله الغد القريب لهذا الوطن العريق؟.. مؤكد أنه من الصعب أن يختفى أو يغيب، ولكن الشكوى دائماً لرب العالمين. فقد يرى البعض لماذا هذه النظرة المتشائمة، فنحن أصحاب مستقبل مضمون ومعروف لأننا دولة مؤسسات ودستور وقانون.. بالقطع نحن موافقون على أننا بالفعل دولة مؤسسات ولكن المشكلة أن بعض مؤسسات الصحة والتعليم والتموين تراكمت فيها الأزمات مع غياب الرغيف واللحمة ومع تلوث الخضار والفاكهة وانتشار الفساد وقضايا ومخالفات لعدد من نواب الشعب فى البرلمان بالإضافة للفساد فى أغلب المحليات وغياب هيبة مصر فى عدد من دول أفريقيا والدول العربية وقصة رشاوى مرسيدس أصغر مثال والتهديد بالمياه أكبر مثال، فلا شعبية فى الشارع لحزب أو حكومة، ولا يوجد سوى مؤسسات لضبط الأمن والأمان داخلياً وحماية الحدود من الأعداء خارجياً فقط وهى الجهات أو المؤسسات التى تحافظ على الأداء ومعنى الالتزام، نعم هذا هو الحال الآن مما سمح للبعض بالاستفادة من هذا الوضع للهبوط علينا بعدد من الشخصيات أو الموديلات من داخل وخارج مصر تضع نظريات سياسية للترشح لرئاسة الجمهورية. إذا اقتربنا أكثر من الصورة السياسية الحالية فتجد من الحزب الحاكم والفريق الحكومى صمتاً أو مبادرات أو تحركات لا تجد سوى العتاب والرفض ولا تنجح فى احتواء غضب أو استعادة ثقة لفئات مؤثرة فى هذا المجتمع إن كان من العمال أو الموظفين أو الشباب المحبطين.. فكل من هؤلاء تجد لهم عينات غاضبة متظاهرين ومعترضين ولا رئيس حكومة أو وزير يخرج للحوار معهم أو حتى نائب يعطيهم بعضاً من الاهتمام، فبين برامج الفضائيات والجرائد وغضب الشارع والكتابة فى المدونات لا تجد فريقاً من المحترفين القادرين على إقناع أو احتواء شعبى لمخاوف أو تمرد المواطن المسكين.. فقط الرئيس مبارك هو من يشعر الغالبية بالاستقرار والأمان سواء توافقت أو اختلفت معه.. أما الآخرون فى هذا الفريق فهناك أجندات خاصة لهم أو مؤامرة مستترة أو ربما نوايا غير واضحة أو تحرك لإحباط كل أمل للتخفيف من سلبيات الحكومة أو الحزب، فإما هذا الوزير يتهم بالتقصير أو قد خانه التعبير أو الحزب لا يجد مساحة من المصداقية له ليتحرك فيها ويحصد الإيجابيات فى عام من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وإن كنت بالنظارة والشنب تلقى علينا المحاضرات أو تظهر كضحية وتتجول بين المحافظات وتخرج فى الإعلام لتشاهد نوعية من الناس لا تحمل عمقاً ولا تملك نضالاً سياسياً واضحاً أو حتى مساعى حقيقية بخطوات صغيرة تقدمها لمصر أو لمواطن ليشهد لك بقدراتك. لاشك أن جميع الأسماء لها حق الاحترام والتقدير ولهم حق الترشيح كمواطنين مصريين إن كانوا مستقلين أو وطنيين أو من حزب المعارضة.. فقط إن كانت هذه طموحات مشروعة للجميع فكان على كل منهم رسم صورة خلال الخمس سنوات لتقديم مبادرات حقيقية فى شارع أو حتى فى مدرسة أو قرية.. شىء ملموس على الأرض ويخرج عن حدود الكلام، فهناك من حضر بالصدفة لهذا المنصب بعد انتهاء مدة التجديد لمنصبه الدولى الرفيع، فاستطاع أن يحرك المياه الراكدة خلال أيام وشهور إقامته وله كل التقدير. فهل هذا المنصب الدولى الرفيع لم يشفع له من محاولات جادة نتذكرها له؟ أتمنى أن يخرج من إطار الكلام والمحاضرات حول العالم ويجد القليل من الوقت لشوية تركيز أرجوكم مطلوب من المرشحين الراغبين فى هذا المنصب إعطاء مبادرة فى قرية أو معهد أو مدرسة أو مستشفى أو حتى تغيير واقع إنسانى لعدد من المصريين أو فى تغيير مستقبل عدد من الشباب، فلا شعار الشنب والنظارة أو حزب المعارضة والحنجرة الرنانة أو الحزب الوطنى بكلامه أو الهجوم على منصب الرئاسة والانتقاد فقط هو ما يسمح له بأحقية النجاح والانتخاب. فالتغيير مطلوب ولكن فى هامش لصاحب الثقة المضمون.. فعلى من يجد له الحق عليه شوية تركيز فى أحوال مصر والمواطن المسكين. [email protected]