سيطرت حالة من الضيق والغضب على أعضاء الجهاز الفنى للفريق الكروى الأول بنادى الزمالك بعد تفريط اللاعبين فى فوز سهل ومستحق على الأهلى كان فى متناول أيديهم فى القمة التى انتهت بالتعادل الإيجابى 3/3، خصوصاً أن الفريق أدى واحدة من أفضل مبارياته، واتسم أداءه بالتميز. ورغم تفريط الفريق فى الفوز فإن الجماهير البيضاء خرجت راضية، وهتفت للاعبين وجهازهم الفنى بقيادة العميد حسام حسن، وطالبتهم بتعويض الدورى وإحراز كأس مصر هذا الموسم. ورغم خروج المباراة بصورة أكثر من رائعة بعد تقديم الفريقين درساً فى فنون كرة القدم وإمتاع الجماهير بستة أهداف جميلة على مدار الشوطين، فإن الهتافات العدائية من جماهير الأهلى ضد الجهاز الفنى للزمالك عقب اللقاء كادت تفسد الأجواء وتتسبب فى أزمة كبيرة بين حسام حسن المدير الفنى وبعض الجماهير الأهلاوية. كان حسام حسن قد اصطحب لاعبيه عقب المباراة لتحية جماهير الزمالك بعد أن صافح حسام البدرى، المدير الفنى للأهلى، لكنه فوجئ قبيل الخروج من أرض الملعب بهجوم جماهير الأهلى عليه وسبه بأفظع الألفاظ هو وتوأمه إبراهيم حسن، الذى لم يحضر المباراة، فما كان من حسام حسن إلا أن قام بخلع قميصه الأبيض ورفعه فى وجه جماهير الأهلى والإشارة لهم بعلامة النصر، ثم توجه إلى جماهير الأهلى فى الدرجة الثالثة ووضع قميصه على الأرض، وسجد، ثم قبله، لتصل ثورة غضب جماهير الأهلى إلى ذروتها، وتقوم بإلقاء الحجارة وزجاجات المياه عليه، كما حطمت أجزاء من كراسى الاستاد، وألقتها على المدير الفنى الذى خرج من الملعب فى حماية قوات الأمن. وكانت هتافات جماهير الأهلى قد استفزت حسام حسن الذى لم يتمالك أعصابه أمام غرف خلع الملابس بعد اللقاء، وانفعل أمام الجميع بتأكيده على عودة الزمالك للمنافسة فى المرحلة المقبلة، ورفض الدخول إلى غرفة الملابس، وظل متواجداً فى الممر الفاصل بين غرف الفريقين لأكثر من 15 دقيقة. كان حسام حسن قد حيا لاعبيه، وأشاد بروحهم القتالية، وهو يطيب خاطرهم بعبارة «برافو يا أبطال» وراهن على عودة الزمالك لسابق عهده، وقال بالحرف الواحد «الزمالك قادم رغم أنف الجميع»، وأضاف «أنا أبيض بس» وأشار بيده للجهاز الفنى للأهلى وللإعلاميين بأن الزمالك عائد وأن هناك مواجهة أخرى قريبة قد تكون فى الكأس. ورغم رفض المدير الفنى للزمالك الإدلاء بأى تصريحات صحفية عقب اللقاء، فإن «المصرى اليوم» نجحت فى اختراق أتوبيس اللاعبين، وحصلت على ما ذكره حسام فى حديثه للاعبين خلال توجههم للفندق، حيث قال المدير الفنى للاعبيه إن الأهلى فريق محظوظ ويحصل على بطولة الدورى بالحظ والتوفيق، حتى وهو فى أسوأ حالاته، وقال إن النتيجة الطبيعية للمباراة هى فوز الزمالك الذى كان الأخطر والأقوى طوال شوطى المباراة، والأقرب للفوز بدليل تقدمه ثلاث مرات، وقال إن الأهلى استغل الأخطاء فى إحراز أهدافه الثلاثة، خصوصاً الهدف الثالث الذى لازمه فيه توفيق غير عادى. وأكد حسام للاعبين أنهم فرطوا فى فوز سهل، ولو تماسكوا فى آخر دقيقتين فقط لفازوا باللقاء، وقال إنه كان يتمنى أن ينجح اللاعبون فى إفساد فرحة الأهلى بالدرع، وأضاف «لو فزنا بنقاط المباراة الثلاث لانقلب الدورى رأساً على عقب وتجددت آمال فريقه فى العودة للمنافسة»، وعاد المدير للإشادة بلاعبيه من جديد، وقال لهم: «كنتم الأفضل والأجدر بالفوز لولا سوء الحظ». وشدد «حسام» على أن الأداء والروح التى أدى بها اللاعبون المباراة، والتى على إثرها نالوا استحسان الجميع، خير دليل على تفوقهم واستشهد بسجود لاعبى الأهلى شكرا لله على التعادل عقب إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة، وطالب حسام لاعبيه بضرورة التعويض والفوز على الأهلى فى أقرب مواجهة قد تجمع بينهما فى كأس مصر، وقال حسام «يكفى أن الأهلى لم يحسم الدورى على حسابنا». كان الحزن قد سيطر على لاعبى الزمالك بعد المباراة وانخرط بعضهم فى البكاء، خصوصاً شيكابالا وعبدالواحد السيد وأحمد غانم سلطان ومحمود فتح الله، الذين التزموا الصمت تعجباً من هروب المباراة من أيديهم فى الوقت القاتل، وبدا اللاعبون فى غاية الأسى والحزن داخل الأتوبيس لدرجة أن معظمهم أسدل ستائر الشبابيك للهروب من كاميرات القنوات الفضائية. ووفقاً للمستشار أحمد جلال إبراهيم عضو مجلس الإدارة، فإن المجلس يدرس صرف مكافأة إجادة للاعبين بعد أدائهم المميز فى اللقاء، ورفض الإفصاح عن قيمتها، وقال إن الإدارة كانت قد رصدت 10 آلاف لكل لاعب فى حالة الفوز. فى سياق متصل، منح الجهاز الفنى اللاعبين راحة سلبية يومين «السبت والأحد» لمنحهم فرصة لالتقاط الأنفاس بعد ضغط المباريات فى الفترة الأخيرة، على أن يستأنف الفريق تدريباته غداً «الاثنين» على أرض ملعب حلمى زامورا فى إطار استعدادات الفريق للقاء المصرى البورسعيدى ضمن الجولة الثامنة والعشرين لبطولة الدورى. جاء قرار الجهاز الفنى بإراحة اللاعبين تقديراً للمجهود المضاعف الذى بذلوه خلال مباراة القمة، ورغبة منه فى استغلال فترة التوقف الحالية بالدورى، والتى قد تصل إلى 16 يوماً لاسيما، أن أول مواجهة رسمية للفريق ستكون فى الثالث من مايو أمام المصرى. من جانبه، أكد الدكتور مصطفى المنيرى، طبيب الفريق، أن الثنائى حسين ياسر المحمدى ومحمد عبدالشافى اللذين تم استبدالهما فى لقاء القمة سينتظمان فى تدريبات الفريق غداً «الاثنين» بعد اطمئنان الجهاز الطبى على سلامتهما، وعدم تعرضهما لأى إصابة، وقال إن المحمدى تعرض لكدمة فى القدم حالت دون استكماله اللقاء، وقال إن اللاعبين ليسا فى حاجة لإجراء الأشعة وأنه اطمأن تماماً على سلامتهما فى أرض الملعب.
