الخال الأبنودى: سحارتى مشتاقة لقصائد العندليب الأسمر

تختزن سحارة الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى صفحات من أيامه الحلوة، وبها يفتش قائلاً: «بسحارتى ورقة حياة اسمها أبنود تحوى كل المخزون الذى أمدنى بهذا العطاء فيما بعد من أشعار شعبية إلى ملاحم وأغنيات، إضافة لشخوص ووقائع عرفت منها الحياة، مع تفاصيل حياة فقيرة مارست فيها كل أعمال الفقراء فى الحقول بجانب تجربتى بمدرسة قنا الابتدائية والثانوية وتعرفى بالشاعر أمل دنقل وخوضنا الرحلة الطويلة سويا ثم انتقالنا إلى القاهرة. وتعد أشعارى سجلا أمينا على كل محتويات هذه الحياة بكامل عثراتها ونجاحاتها.
أحتفظ فى السحارة أيضا بكل كلمة كتبت عنى وعن أشعارى سواء مدحا أو هجوما بجانب كل دواوينى الشعرية وكتبى عن السيرة الهلالية وكتبى النثرية، وصور أصدقائى الذين لن أنساهم، إضافة لشيئين من ذكرى والدى الشيخ الأبنودى وهما ديوانان أصدرهما، أحدهما ألفية نحو على غرار ألفية ابن مالك والأخرى بردة فى مدح الرسول على غرار بردة الإمام البوصيرى.
بالسحارة تجربتى الكاملة مع زوجتى نهال كمال واستقبال ابنتنا الأولى «آية» تلك التجربة المخيفة التى تعرضت لها حيث أنجبتها «على كبر» وأتذكر الأمر وكأنه قد حدث بالأمس رغم طول المشوار وبجواره طبعا تجربة استقبال الابنة الثانية نور، فالاثنتان مع نهال غيرن ألوان حياتى وجعلن لها معنا جديدا.
تفوح من السحارة أيضا رائحة الألم، حيث أحتفظ بشهادتى الطبية، وأشعات الصدر الذى تتردى أحواله يوما بعد يوم، كما أحتفظ بخبرتى الزراعية الخاصة حيث أتحدى الزمن والمرض بزرع شتلات صغيرة وأراقبها تكبر أمامى فأنا أزرع الورود والأشجار كما القصائد والدواوين، فالمتعة واحدة.
حرمت سحارتى للأسف من مجموعة رسائل نثرية كتبتها فى نكسة 67، أشبه برسائل إلى الجنود على الجبهة وقد قرأها عبدالحليم حافظ بصوته، وضاعت بدهاليز الإذاعة».