إنشاء موقع خاص على الإنترنت قرار تأخر عدة سنوات. تغلب على كسلى وانتصر على عشقى للقرارات المؤجلة شاب إسكندرانى جميل ذكى ومتحمس اسمه رامى أنور، أكد لى أن رهانى على شباب مصر كسبان كسبان، هناك شباب زى الفل فى مصر، يريدون الفرصة فقط، يحلمون بفرص متكافئة، لا يريدون التوظيف الحكومى ولكن يريدون فقط عدم وضع العراقيل أمامهم. هذا الشاب يصمم المواقع بعشق وفن، حدد هدفه منذ أن كان فى السنة الأولى بكلية الهندسة، أطلق أحلامه من قمقم تراب الميرى إلى حيث الفضاء الرحب والخيال المحلق، أسكننى الشبكة العنكبوتية فى تجربة جميلة وممتعة. معظم المثقفين المصريين ومعظم المؤسسات والشركات تتعامل مع موقع الإنترنت كنوع من الرفاهية أو الوجاهة الاجتماعية فمنهم من لا يهتم أصلاً بالإنترنت، ومنهم من يستخدمه فقط فى الرسائل، والقليل منهم أدرك أن هذا هو بيت المستقبل، فى عصر صار عنوانك على النت على نفس درجة أهمية عنوان بيتك لابد أن يسعى كل من يعمل بالصحافة والعمل العام لإنشاء موقع على النت، كنت متوجساً من فكرة إنشاء موقع شخصى على النت خوفاً من وجع الدماغ إلى أن اتضح أن وجع الدماغ الذى أخشاه هو المطلوب، التفاعل عبر الفضاء الافتراضى، الحوار خلال الشبكة العنكبوتية، الفعل ورد الفعل اللحظى، الحرية التى بلا سقف، الخيال الذى لا تحده أسوار، عالم مواز ومكمل لعالمك الواقعى، هذا ليس وجع دماغ وإنما إنعاش دماغ . www.khaledmontaser.com حروف ليست مجرد أبجدية وإنما صارت هى سكنى ودارى الدافئ فى فضاء فسيح، فيه الجيد والردىء، الصادق والكاذب، يحتوى على كل شىء بحلوه ومره، ولكن فى النهاية قرارك من دماغك، كلامك من قلبك، أفكارك منحوتة من وجدانك وإبداعك، بنزين انطلاقك وفراملك أيضاً فى حوزتك أنت وليسا فى حوزة الآخرين الذين لا يفهمون أن الإبداع والابتكار والتجديد والتغيير، كل هؤلاء أبناء التمرد. موقعك على الإنترنت ليس برجاً عاجياً ولا اعتزالاً للشارع، وإنما هو التحام بالناس والأفكار من جميع ألوان الطيف، تتحدث مع فرد يسكن أقصى شمال الكرة الأرضية فينتقدك مواطن تداعب أنامله اللاب توب فى أحد كافيهات جنوب أفريقيا!، مازلت أبنى أبواب ونوافذ سكنى على الإنترنت، وللأسف وجدت نفس صعوبات بناء البيوت العادية هناك حتى تسقيع الأراضى!، فهناك من يحتكر العناوين والأسماء على النت ويسقعها حتى يحين وقت قطافها فتذهب سيادتك لشرائها، ولكن كله يهون من أجل بيت دافئ على النت ينعش الدماغ ويوجعها ولكنه وجع جميل.