الحقائق دائماً حقائق مهما تعاظمت محاولات ليّها أو الالتفاف حولها أو طمسها.. والحقيقة نور طارد للبوم والغربان والخفافيش.. والعمل والتوفيق حقيقتان متلازمتان لا غنى للأولى عن الثانية، والأديان السماوية تحض على العمل بجانب العبادة.. مردود العمل يجب أن يكون مساوياً لما نبذله من مجهود وخلافه. والإخفاق فى العمل مرة ومرات يستوجب وقفة حتى ولو كان متسربلاً برداء المنافع الضيقة، كعبارات التمثيل المشرف أو شرف المحاولة.. والتوفيق- وكم تثيره هذه الكلمة من هياج ولغط من أصحاب المصالح ومن أتباع السفسطائى ومن ذوات النظرة الضيقة. ومصر لا تجوع إذا جاع العالم كله- حقيقة دينية ودنيوية مذكورة بالكتب السماوية وبشهادة التاريخ!! مصر شوكة فى حلق قوى الشر العظمى- حقيقة دنيوية على مر الزمان من الهكسوس للتتار للصليبيين.. وقالها أحد قادة فرنسا العظام حتى وإن ربطها بشرط لابد من توافره!!.. فإذا جاع شعب مصر دون شعوب العالم- وتطاولت عليها دويلات ومنظمات. وإذا كان عملنا يذهب هباءً منثوراً أو كزوبعة فى فنجان أو كزبد البحر. ويكون مردوده «ازدياد الوبال والكروب.. فإذا لم نكن ممن يدمى قرونهم الوعر، وإذا كنا نبغى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فلابد لنا من استراحة بحجم المأساة، ونظرة عميقة بعمق هويتها.. لنعرف لماذا تخلى عنا التوفيق الذى لا غنى عنه لنجاح العمل؟ وندرك معنى الآية الكريمة «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم».. ونعلم جميعاً أن مصر هبة أو هدية أو عطية أو جائزة.. وهكذا أرادها الخالق سبحانه وهذه كلها لمن يستحقها.. ونعلم جميعاً أن البدائل بلاء وغضب وفناء!!