اعترف عدد من أصحاب مصانع الرنجة باحتواء سمكة الهارينج، التى تصنع منها الرنجة، على 100 طفيل إضافة إلى نسبة 10٪ من الديدان، ضمن وزنها، وأكدوا عدم قدرتهم على الوفاء بالمواصفات القياسية التى أقرتها وزارة الصحة، بسبب تعرض السمكة المجمدة إلى التهوية أثناء عمليات النقل، وتعرضها للرطوبة رغما عنهم، مما يعرضهم إلى تحمل الكثير من الغرامات، إضافة إلى المحاضر والأحكام القضائية. كان ل«المصرى اليوم» جولة فى منطقتى البساتين والدويقة أشهر مناطق تصنيع الرنجة فى القاهرة، وفى الدويقة التقينا مدير أحد مصانع الرنجة الذى رفض ذكر اسمه، أو تصوير مصنعه، لكنه قال: «الرنجة المدخنة صناعة تشرف عليها وزارة الصحة، والحى والتموين والطب البيطرى، وتقوم على سمكة (الهارينج) التى نستوردها من هولندا والنرويج، لكننا نعانى من تعنت المسؤولين والجهات الرقابية ضدنا بسبب المخالفات المحررة ضدنا»، وتابع: أصحاب المصانع يدفعون غرامات دورية، تصل إلى 20 ألف جنيه، إضافة إلى الأحكام القضائية التى تلاحق أصحاب المحال. وقال: «سمكة الهارينج» تحتوى على 10٪ من الديدان و100 طفيل، وتوافق الجهات الحكومية على الاستيراد، لكن المواصفات القياسية التى تقرها «الصحة» تطالب بأن تكون «الرنجة المدخنة» خالية من الديدان والطفيليات، وهو أمر يصعب تنفيذه، لذا أصبحت جميع مصانع الرنجة مخالفة، وصدرت أحكام قضائية وغرامات فى مواجهة أصحابها، لذا نطالب كأصحاب مصانع بتغيير المواصفات القياسية، بما يتناسب مع طبيعة الأسماك التى نشتريها. ويضيف: صناعة الرنجة تعتمد على الخبرة، ونقوم بتمليح الأسماك لمدة 15 يوماً، ثم تدخينها لمدة يومين، لكن المشكلة الكبرى التى تواجهنا عند الصناعة هى المخالفات المحررة ضدنا، بسبب وجود رطوبة بأنسجة الرنجة المدخنة، والتى لا علاقة لنا بها، لأنها بسبب تعرض الأسماك المجمدة إلى الهواء، ثم إعادة تجميدها مرة ثانية، لحين صناعتها وتدخينها. الغريب فى الموقف أنه أثناء وجودنا أمام أبواب المصنع حضرت إحدى سيارات وزارة الصحة وضمت موظفا وسائقا، نزل السائق وقابله مدير المصنع بنفسه وحمل عاملان 4 صناديق رنجة خشبية وكيسين من الفسيخ وتم إيداعها داخل سيارة وزارة الصحة.