لا يملك كرة ذهبية ولا أحد يقارنه بمارادونا، لكن الأرجنتينى جونزالو هيجوين لا يزال مثابرا فى مطاردته لمواطنه ليونيل ميسى على جائزة هداف الدورى الإسبانى لكرة القدم. وبعد هدفه الذى سجله الأحد الماضى، الثالث فى فوز فريقه ريال مدريد على جاره أتلتيكو مدريد 3/2 فى «دربى» العاصمة الإسبانية، رفع مهاجم النادى الملكى رصيده إلى 23 هدفا فى البطولة، أى على بعد هدفين فقط من نجم برشلونة، الفتى الذى بات العالم يضعه بين عظماء اللعبة فى التاريخ. ومن دون تنويه مسبق، وبعد أن انتزع مكانة أساسية كان يشغلها فى بداية الموسم الفرنسى كريم بنزيمة أو الإسبانى المخضرم راؤول، أصبح هيجوين قطعة أساسية فى ريال مدريد بفضل نجاعة تهديفية حقيقية. قارنته صحيفة «الباييس» بهدافين حفروا أسماءهم بحروف من ذهب فى تاريخ ريال مدريد مثل ألفريدو دى ستيفانو أو فيرينك بوشكاش أو هوجو سانشيز. ويملك الأرجنتينى، الذى انضم إلى ريال مدريد منتصف موسم 2006/2007 معدلا تهديفيا هذا الموسم يبلغ هدفا كل 69 دقيقة، وهو ما يتفوق كثيرا به على معدلات الهدافين التاريخيين الثلاثة فى أفضل مواسمهم، الذى يفوق الثمانين دقيقة. وقال المهاجم «22 عاما» بعد المباراة «إننى سعيد، لكن المهم هو أن تساعد الأهداف على تحقيق الفوز». وأبدى هيجوين، الذى ردت العارضة هدفا آخر له فى المباراة، دقة أكبر من النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو النجم الأكبر فى ريال مدريد، الذى لم يهز الشباك أمام أتلتيكو رغم محاولاته، وازداد ابتعادا فى منافسته للأرجنتينى على لقب هداف الفريق. وقبل تسع جولات على نهاية الدورى، أحرز البرتغالى الذى انضم للفريق مقابل 94 مليون يورو، 17 هدفاً. وبمرور الوقت بات هيجوين ينظر إليه من مسافة أبعد فى جدول الهدافين، فى الوقت الذى يقترب فيه الأخير من ميسى. ويقول الأرجنتينى «بالتواضع والعمل يتم تحقيق الأهداف فى النهاية»، وذلك قبل خروجه من ملعب «سانتياجو برنابيو» بين آخر المغادرين فى ظل تهافت المحطات التلفزيونية والإذاعية على التحدث إليه. وبالفعل، فإن راتب هيجوين- الذى يقترب من مليون ونصف المليون يورو سنويا- لا يزال متواضعا مقارنة بنجوم النادى الملكى. لكن ذلك أمر يرغب الأرجنتينى فى تعديله بمراجعته للعقد هذا الموسم، بعد أن ازدادت نجوميته وبدأ كبار أوروبا فى السعى لضمه. وسجل ميسى ثلاثة أهداف «هاتريك» مرتين متتاليتين، أمام فالنسيا وسرقسطة، لكن حصيلته توقفت خلال آخر مرحلتين. وفضل مديره الفنى بيب جوارديولا الاحتفاظ به أمام مايوركا، ولم يشركه سوى فى الدقائق الأخيرة، لادخار جهوده لمباراة اليوم «الأربعاء» أمام أرسنال الإنجليزى فى ذهاب دور الثمانية لدورى أبطال أوروبا. ولا يعرف هيجوين الراحة، ففريقه ودع بطولة دورى أبطال أوروبا وأصبح يركز كل جهوده على بطولة الدورى المحلى ولا يلعب سوى مباراة كل أسبوع. فى هذه الأثناء، وقبل أقل من ثلاثة أشهر على انطلاق كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا، يتابع دييجو مارادونا المدير الفنى للمنتخب الأرجنتينى بكل سعادة قمة جدول الهدافين فى الدورى الإسبانى وهى تكتسى بنكهة أرجنتينية.