(الوضع كالتالى: أيمن يسأل عمرو وهما يسيران معا: «يعنى إيه بورصة!). (عمرو يفطس من الضحك): أنا كنت عارف إنك حتسأل السؤال ده، البورصة يا سيدى هى المكان اللى تشترى فيه أسهم بأقل سعر، وتبيعه تانى يوم بأعلى سعر، وتكسب من الفرق فلوس.. (أيمن منبهرا) يا سلام! أتارى المكسب سهل يا ولاد وأنا اللى كنت تاعب نفسى فى الشغل مع العيانين!. (عمرو متضاحكا) حتبقى غنى يا جندى، دهب ياقوت مرجان.. (أيمن متحسرا) يا خسارة الأيام اللى راحت من غير بورصة. (ثم متسائلا) طب والسهم اللى اخترتهولى شركة قوية لها أصول؟.. (عمرو فى استهتار) بالعكس دى شركات وهمية والسهم مش أكتر من حتة ورق مالهاش أى أصول.. (أيمن مصدوما) طب وليه كده؟ ما تخلينا فى الأسهم القوية بتاعة الشركات الحقيقية؟.. (عمرو يفطس من الضحك وينظر لكمال ليشهده وكأنه يقول له: شايف السذج اللى مش عارفين أسرار البورصة اللى إحنا عارفينها) يا عبيط أسهم الشركات القوية دى مابتعلاش بسرعة، احنا سايبينها للأجانب العبط، أما إحنا المصريين المدقرمين فبنشترى أسهم المضاربات دى، وتك (وطرقع بلسانه) نبيعها أول ما تعلى وندور على غيرها، ونكسب فلوس. أمال إنت فاكر إنى عملت الخمسين مليون منين؟.. (أيمن منبهرا) يا سلام وطلعت مش فاهم حاجة يا جدع. فعلا اللى ما يعرفش يقول عدس!. تصدق؟ أنا كنت فاكر إن الواحد مفروض يشترى أسهم الشركات اللى بتشتغل بجد (ويضحك أيمن حتى توجعه بطنه، فيقول عمرو) خطر، اللى بيشتغل فى مصر بيمسكوه!.. (أيمن يكف عن الضحك وتدمع عيناه فى تأثر ويقول) بجد يا عمرو إنت فعلا نعم الصديق. تانى يوم على طول (أيمن وعمرو يمشيان فى الممشى.. أيمن يقول فى قلق) أنا عملت بنصيحتك واشتريت السهم اللى قلت لى عليه، لكنه نزل فى نفس الجلسة عشرة المية.. (عمرو يتنهد فى رثاء) وطبعا زعلت وافتكرت إنك خسرت، صح؟- (أيمن) طبعا.. (عمرو ينفخ فى ضيق) ما هى دى مشكلة الناس اللى مش فاهمة البورصة، الحوار معاهم مضيعة للوقت. (ثم رافعا حاجبه الأيسر فى سخرية) يا بنى آدم السهم لازم بيريح شويه بعد ما تشتريه، زى ما أنت بتنام بعد الظهر عشان تصحى فايق. فهمت ولا لسه؟.. (وينسى أيمن أنه لا ينام الظهر ويقول فى سعادة شديدة) يا سلام يا ولاد وأنا اللى كنت فاهم إن السهم لما ينزل عشرة المية يبقى خسر، وأتاريه (بيعسّل) بعد الغدا زى البنى آدمين، عشان لما يصحى يشرب كباية شاى ويجرى على أكل عيشه. فعلا اللى مايعرفش بيقول عدس (وتدمع عيناه فى تأثر، ويهتف من أعماقه) أنت فعلا نعم الصديق.