(مسرحية مشؤومة تتكرر فى طول مصر وعرضها، لا أحد يتعلم ولا أحد يتعظ. بل يتسابقون نحو الهلاك كفراش يندفع نحو جذوة نار- المكان: الممشى حول ملعب الكرة بنادى طنطا- الشخصيات حسب ترتيب ظهورها: عمرو- أيمن- كمال) يناير 2008 (عمرو يُحدّث نفسه وعيناه تطق شراراً): أخيرا بقيت غنى بعد ما كنت فقير، هاهاهاه. لكن ده ما يكفنيش (بصوت محشرج خشن) أنا عاوز أبقى الغنى الوحيد وكل اللى حواليا فقرا. هاهاهاهاه (يضحك بصوت عال مخيف، فتصرخ القطط السوداء ويضع الجان ذيله بين رجليه، وتفر الشياطين هاربة) فبراير 2008 (عمرو يقول لأيمن وهما يمارسان رياضة المشى حول ملعب الكرة): اسمع يا أيمن. إنت أخويا وصاحبى وحبيبى، وجمايلك مغرقانى، عشان كده أنا عاوز أنصحك نصيحة: لازم تدخل البورصة دلوقت. فيه فرص ممتازة. (أيمن ساخرا): فكرة برضة. على الأقل لما أفلس أعمل زى الأفلام العربى وأقول بمنتهى الألاطة: أنا خسرت أموالى فى البورصة، وبعدها يا إما أتشل أو أنتحر. أهه برضه برستيج! (عمرو ملحاً): اسمع كلامى. صدقنى. أيمن يرد فى لهجة نهائية: انسى يا عمرو. أنا راضى بحالى كده. مارس 2008 (أيمن وعمرو يمارسان رياضة المشى ويتحدثان فى شتى أمور الحياة.. فجأة يرن جرس موبيل عمرو): ألو؟ سمسار البورصة! أخبار الجلسة إيه؟ ( فى لهجة حزينة) كسبنا النهارده مية ألف جنيه بس!. معلش، تتعوض بكره. ما هى دايما كدة، ما تهونش إلا على الغلبان! هههه - أيمن يستمع فى ذهول وهو لا يصدق أذنيه، ويبدأ التفكير. أبريل 2008 (هذه المرة أيمن هو الذى فتح الموضوع): إلا قولى يا عمرو (بلهجة مترددة) أخبار البورصة إيه؟- (يقف عمرو فى الممشى وينظر فى تشف): مش قلت لك تدخلها من شهرين عملت لى فيلم عربى؟،(مقلدا بطريقة ساخرة) حاتشل! حانتحر.. طيب انتحر يا أخويا.. أهى ارتفعت فى شهرين ثلاثة أضعاف. بس عامل ناصح وفهيم!.(أيمن مستهولا): ليه؟ تجارة مخدرات؟(ثم منهزما) بس دى مش قمار يا عمرو؟-( عمرو غاضبا): ما تقولش قمار. ده علم وفن وإدارة. وأجيب لك فتاوى الشيوخ. مايو 2008 (ترررررررن. عمرو يرد): ألو. إزيك يا سمسار.. واحشنى يا سمسار.. بحبك أوى يا سمسار. قيمة أسهمى بقت كام؟ خمسين مليون جنيه؟ بس!. ما هى دايما كده. ما تهونش إلا على الغلبان!.هههه. مع السلامة (عمرو فى سعادة) عارف أنا ابتديت بكام؟ بخمستلاف جنيه بس. يا سلام على البورصة وحلاوة البورصة. ده أنا من كتر حبى فى البورصة ناوى لما أخش الجنة حافضل أشتغل فى البورصة (أيمن مترددا): عمرو.. أنا قررت حاجة. ترى ما هو القرار الخطير الذى قرر أيمن اتخاذه!. انتظر غدا المفاجأة الرهيبة.