بقدر ماتنعم به أسرة أى رئيس فى أى مكان من نفوذ وجاه وحياة مرفهة، بقدر ماتتعرض لضغوط ومظاهر توتر تفرضها ضريبة السلطة، وبمرور الوقت يرغب أفرادها فى الابتعاد عن هذا النمط من العيش رغبة فى حياة أكثر طمأنينة وهدوءاً.. وأسرة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى شعرت بهذه الحالة مؤخراً لنجد بال ساركوزى والد الرئيس الفرنسى يحث الأخير على عدم الترشح لفترة رئاسة ثانية خلال عام 2012.. وهى نفس النصيحة التى خرجت من زوجة الرئيس كارلا برونى عندما طالبت زوجها ب«حياة هادئة». وقال بال ساركوزى 82 عاما فى مقابلة مع صحيفة «لو باريسيان» أمس: «أعتقد شخصياً أن نجلى نيكولا سيعيش حياة هادئة، إذا لم يرشح نفسه لفترة رئاسة ثانية.. وهذا رأى أب يحب ابنه ويتمنى أن يراه سعيداً». وأضاف أنه يمكنه تصور عبء الهموم الذى يحمله ابنه من الأزمة الاقتصادية إلى البطالة والناس فى الشارع. أما السيدة الأولى كارلا فقد أعربت عن رغبتها فى العيش حياة هادئة مع زوجها، وقالت إنها تتمنى «من قلبها» عدم ترشحه للرئاسة مرة ثانية وأرجعت كارلا تلك الرغبة إلى قلقها على صحة ساركوزى وسعيها للتمتع معه بحياة تغمرها الطمأنينة. وأوضحت كارلا لمجلة «فيجارو» قائلة: «كزوجة.. لا أرغب فى ذلك.. ربما لأننى أخشى أن تتأثر صحته.. وربما لأننى أريد أن أعيش ما تبقى لنا من وقت فى هدوء، ولكننى سأقبل بهدوء أى وضع وأى قرار يتخذه زوجى». وتزامنت نصيحتا الأب والزوجة مع اقتراب مستويات التأييد لساركوزى فى استطلاعات أخيرة من أدنى مستوى لها، ومنى حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذى يتزعمه بهزيمة مهينة فى انتخابات بلدية أجريت فى مطلع الأسبوع، مما يثير شكوكاً لأول مرة فيما إذا كان سيرشح نفسه لفترة ولاية ثانية إذا لم تتحسن فرصه.