وقعت الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، صفقة عسكرية بينهما تقضى بتزويد تل أبيب ب3 طائرات نقل، ومقاتلات من طراز F-35 قيمتها 210 ملايين دولار، حسبما ذكر المركز الفلسطينى للإعلام، والذى أضاف أن المفاوضات جارية لإنجاز صفقة أخرى تحصل بمقتضاه إسرائيل على أحدث طائرة مقاتلة أمريكية من الطراز نفسه. تأتى هذه الصفقة رغم توتر أجواء العلاقات بين الجانبين، بشأن الاستيطان فى القدسالمحتلة وإحياء عملية السلام، والتى وصلت إلى حد تهديد البيت الأبيض بطرح مشروع للتسوية فى الشرق الأوسط بشكل منفرد. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، عن مصادر أمريكية رفيعة، قولها إنه إذا لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما أجوبة توفر أساساً لبدء المحادثات مع الفلسطينيين، فإن الأخير سيطرح مشروعاً أمريكياً لإحياء السلام فى الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن أوباما بلور خطة خاصة، لكنه ينتظر حتى بعد عيد الفصح اليهودى الموافق مطلع أبريل المقبل، لتلقى أجوبة شافية من نتنياهو، مشيرة إلى أنه إذا لم يحدث ذلك فسوف يضع البيت الأبيض مبادئ خطة السلام الأمريكية على الطاولة، وسيشكل ائتلافاً مع أوروبا لممارسة الضغط على إسرائيل، والجامعة العربية كى تدخل الأطراف فى مفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أن الجواب المركزى الذى يتوقعه أوباما يتعلق بالبحث فى القضايا النهائية فى المفاوضات، وأنه لا يقبل بتأجيل بحث مكانة القدس، وترسيم الحدود، والترتيبات الأمنية، ومشكلة اللاجئين للمحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسيعتبر البيت الأبيض رفض نتنياهو بحث هذه القضايا، دليلاً على أنه غير معنى بالوصول إلى حل ويسعى إلى التسويف على أمل ألا تؤدى محادثات التقارب إلى محادثات مباشرة. وأكدت الصحيفة أن النقاط الأساسية لخطة أوباما تشمل إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 مع تعديلات حدودية تسمح لإسرائيل بضم الكتل الاستيطانية الكبرى، ومقابل الأرض التى ستضمها تنقل إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية أرضاً بديلة، وأن الحكومة الأمريكية بالتعاون مع الرباعية تمارس الضغط على حماس للاستجابة لشروط الرباعية كى تكون جزءاً من الخطوة، بعد أن تعترف بإسرائيل وتوقف عملياتها. وترى الخطة أن القدس ستكون عاصمة الدولتين، فيما تنقل المواقع المقدسة إلى إدارة دولية، وأن الدولة الفلسطينية تقام حتى نهاية موعد ولاية أوباما، وعندما يعلن عنها تبدأ الإدارة الأمريكية حواراً مع كل الدول العربية كى تعترف بإسرائيل وتقيم علاقات دبلوماسية معها. واستمرت زيارة نتنياهو لواشنطن متصدرة لتغطيات الصحف الأجنبية، فقد اعتبرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن عدم نشر صور رسمية للزيارة وما تلاها من صمت مطبق، مؤشر على أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية «فى الحضيض»، واعتبرت «فاينانشيال تايمز» أن نتنياهو عاد إلى إسرائيل ليواجه ضغوطاً من شركائه فى التحالف اليمنى الحاكم من أجل رفض المطالب الأمريكية بشأن الاستيطان والبناء فى القدسالشرقية، ونقلت الصحيفة عن صحفى إسرائيلى قوله عن الاستقبال غير الحار الذى حظى به نتنياهو، إنه نوع الاستقبال الذى قد يخصصه البيت الأبيض لرئيس غينيا الاستوائية، واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو يقترب من الخيار الصعب الذى توقع الكثيرون وقوعه فيه منذ اعتلى منصبه العام الماضى، وهو الحفاظ على دعم إدارة أوباما، أو إرضاء رفقاء تحالفه اليمنى. ويؤكد المحللون السياسيون أن نتنياهو منذ جاء إلى الحكم قبل عام يحمل مشروعاً يقوم على 3 مسارات، الأول أمنى ويعتمد على تقوية السلطة الفلسطينية فى مواجهة حماس، والثانى اقتصادى ويعتمد على تحسين أوضاع الفلسطينيين المعيشية لقطع الطريق أمام استغلال المتطرفين لدفع الفلسطينيين نحو العنف، والأخير سياسى ويتمحور حول البدء فى حوارات مع الفلسطينيين والسوريين إذا أرادوا لكن دون اشتراطات مسبقة، ويؤكد المحللون أن عناصر قوة مشروع نتنياهو تستند إلى قوة الائتلاف الحاكم 69 نائباً وتشاؤم الرأى العام الإسرائيلى من مستقبل التسوية، خاصة أن هناك إجماعاً كبيراً على رفض حق العودة وتقسيم القدس بحسب أحدث الاستطلاعات، بينما يمثل الغضب الأمريكى والدولى من أن يؤدى ذلك لتجدد العنف فى المنطفة، عناصر ضعف المشروع، لكن حتى الآن لم يخرج الغضب الأمريكى عن الحدود ومازال نتنياهو يمسك بخطوط العلاقات مع إدارة أوباما التى أكدت التزامها بأمن إسرائيل. ويؤكد ذلك التوجه أن نتنياهو أكد غداة عودته من واشنطن، أنه لا تغيير فى السياسة الإسرائيلية، فيما يتعلق بمسألة القدس، معتبراً أن هذا هو موقف جميع الحكومات الإسرائيلية منذ 42 عاماً، وأشعلت الأزمة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل الأجواء فى تل أبيب.