أقام برنامج السينما فى قسم المسرح والفنون المرثية بالجامعة الأمريكية احتفالية خاصة لفنان السينما المصرى العالمى الكبير يوسف شاهين (1926 - 2008) عرض فيها ستة من أفلامه الطويلة: «باب الحديد» و«الناصر صلاح الدين» و«عودة الابن الضال» و«إسكندرية.. ليه» و«اليوم السادس» بالتعاون مع شركة مصر العالمية، واختتمت الاحتفالية بعرض الفيلم القصير «القاهرة منورة بأهلها»، وتوقيع كتاب «المشروع القومى العربى فى سينما يوسف شاهين» للدكتور مالك خورى مدير برنامج السينما، ومن إصدارات الجامعة بالإنجليزية، وإقامة ندوة اشترك فيها المخرجان خالد يوسف وخالد الحجر من تلاميذ الفنان وجابى خورى مدير شركته والناقد عصام زكريا. وقد تصفحت الكتاب الصادر فى 282 صفحة من القطع المتوسط إلى حين قراءته، ومن الواضح أنه إضافة مهمة إلى المكتبة الإنجليزية عن السينما المصرية ويوسف شاهين لباحث أكاديمى بكل معنى الكلمة جمع بين الثقافة العربية بحكم أصوله اللبنانية وبين الثقافة الغربية بحكم دراسته فى كندا وعمله فى جامعاتها حيث حصل على شهاداته فى الدراسات السينمائية والسياسية والاجتماعية فقد درس كل فيلم وقرأ كل ما نشر عنه، وناقش كل ما أثير حوله مناقشة علمية دقيقة، وبالطبع سوف يتضح ما الذى يقصده من عنوان الكتاب عند قراءته بالعناية الواجبة لكتاب يهم كل سينمائى وكل ناقد ويجب ترجمته إلى العربية. وكما قال الدكتور مالك، الذى تشرفت بالتعرف عليه لأول مرة عندما دعانى للاشتراك فى الندوة التى أعقبت توقيع الكتاب، فإن عدد الكتب عن السينما المصرية فى المكتبة الإنجليزية قليل جداً على نحو مؤسف، ويرجع ذلك إلى عدم وجود مكتبة تتيح مشاهدة الأفلام المصرية مترجمة إلى الإنجليزية، وتجمع وثائق هذه الأفلام، ونفس الأمر بالنسبة إلى الأفلام العربية غير المصرية، وأنه لولا أرشيف يوسف شاهين الذى تشرف عليه ماريان خورى فى شركة مصر العالمية لما استطاع إعداد الكتاب. وبهذه الكلمة أثار مالك خورى المواجع القديمة والكبيرة، فالأفلام لا تتاح بترجمة أو من دون ترجمة، والوثائق على وشك أن تندثر فى ظل عدم وجود مكتبة للأفلام أو أرشيف أو سينماتيك حقيقى كما فى كل دول العالم التى تعرف أهمية السينما. وفى هذا الشهر فقط تلقيت رسالة من باحث أمريكى يكتب عن صورة أمريكا فى السينما المصرية ولا يعرف ماذا يفعل، ومن آخر بريطانى يكتب عن هنرى بركات، ومن باحثة إيطالية تكتب عن المخرجين الإيطاليين فى السينما المصرية، ولم أعرف ماذا أقول لهم، فلن يصدقوا أنه لا يوجد أرشيف للسينما المصرية فى مصر. [email protected]