ضرب أمين شرطة، يدعى عياد طلعت يوسف، مثالا لشهامة الموظف المصرى، أنقذ حياة أستاذة جامعية، أصابتها أزمة قلبية وسط الشارع، أثناء قيادتها سيارتها أمام المتحف المصرى، نقلها إلى الرصيف وسارع فى إحضار صيدلى قريب، ورفض تسلم مقابل مادى منها فأرسلت برقية شكر إلى الوزير حبيب العادلى، الذى كلف اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول الوزير لمنطقة القاهرة، بصرف مكافأة له. بدأت التفاصيل عندما كان أمين الشرطة يؤدى مهمته أمام المتحف المصرى منذ 3 أيام، توقفت فجأة سيارة تقودها سيدة فى وسط الشارع تسببت فى تعطيل حركة المرور، اندفع فى اتجاهها – كما تروى الدكتورة أما خليل بجامعة عين شمس – وظنت أنه ذهب لتوبيخها، لكنه سألها عما أصابها – بكل أدب – فأخبرته أن أزمة صحية ألمت بها أعجزتها عن القيادة، أغلق أمين الشرطة إشارتى المرور وساعدها حتى وصلت إلى الرصيف وأحضر لها مقعداً، ثم أسرع إلى صيدلية مجاورة واستدعى الصيدلى لإنقاذ حياتها وعاد ليمارس عمله، ثم ذهب ليطمئن عليها. أضافت الدكتورة «أما»، أن الصيدلى اكتشف إصابتها بأزمة قلبية وعالجها بحقنة، وبعد أن تعافت من الأزمة ذهبت إلى أمين الشرطة وهى تتخيل أن سيارتها تم سحبها بونش المرور وأن متعلقاتها ضاعت، لكنها فوجئت بالسيارة مركونة فى جانب من الشارع وأمين الشرطة يلاحظها، فأخرجت مبلغا ووضعته فى مظروف وقدمته له تقديرا لموقفه الإنسانى معها وإنقاذ حياتها من موت محقق، لكنه اعتذر بنفس الطريقة المؤدبة التى تعامل بها معها وأخبرها أنه لم يؤد سوى المطلوب منه. واختتمت كلامها أنها لم تجد شيئا تعبر به عن شكرها لهذا الأمين إلا أن توجهت إلى أقرب سنترال وأرسلت برقية شكر إلى حبيب العادلى وزير الداخلية، روت فيها ما قام به أحد أبناء الجهاز الذى يتولى مسؤوليته. وبعرض البرقية على الوزير، أصدر تكليفا للواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول الوزير باستدعاء أمين الشرطة ونقل شكره له وصرف مكافأة مالية له تقديرا لشهامته، وصباح أمس استقبله اللواء الشاعر فى مكتبه وسلّمه مكافأة الوزير. وقال اللواء إسماعيل الشاعر إن ما فعله أمين الشرطة يعد تطبيقا فعلياً لسياسات وزارة الداخلية، كجهاز خدمى يقدم العون للمواطن فى جميع المجالات، وطالب كل العاملين فى جهاز الشرطة بالاقتداء بهذا السلوك السوىّ.