الكثير ممن فشلوا لم يدركوا مدى اقترابهم من النجاح عندما استسلموا.. أديسون متحدثًا عنا. نعيش في عالم المزرعة وحدها السعيدة. يقال أن الديمقراطية هي التصويت بحرية بين قاتل وبين من اتهم القتيل في بيانات رسمية بأنه من مثيري الفتنة، لذلك البعض يعتقد أننا في ورطة والبعض متأكد من ذلك. نستمتع جميعًا بمعايشة المشهد الأخير من فيلم العار.. نستمتع اليوم وسيستمتع بنا غدًا. منذ اشتعلت ما سيسمونه يومي مظاهرات 25 و28 يناير والدولة العميقة تتحول تدريجيًا لدولة عبيطة، واليوم كل الناس تقنع كل الناس بأن شفيق ومرسي سيئان وأن المقاطعة ليست حلاً في لوحة سريالية تستحق التأمل. من انتخب على شيء مات عليه، لذلك يؤمن البعض بأن صوتك أمانة والأمانة لا يصح أن تمنح لأحد، ويؤمن البعض بأن علينا التحول من منافس سياسي إلى جماعة ضغط تحصد للوطن مكاسب سياسية من كهول يعتبرون مصلحة التنظيم هي مصلحة الدين، بينما يكتفي البعض بأن يؤمنوا بالله حاليًا. الحياد بين الخطأ والصواب.. انحياز للخطأ، نحن ضد الفلول بالتالي فنحن مع الإخوان، المشكلة أنهم ليسوا معنا، وقواعدهم مؤهلة لتبرير سحل كل مصري ودفع الدية لأهالي المقتولين ليحكم التنظيم بهدوء، والعند يورث محمود غزلان. يخوض التنظيم معركة انتخابية مع شفيق شعارها الغالب مستمر، وأصبح عندي اليوم جلابية وبلوفر وبقى أن أجد وطنًا. يؤكد التنظيم أن الموقف الأخلاقي يلزم الجميع بدعم مرشحهم أمام خطر شفيق دون أن ينتبهوا أنهم قدموا المرشح الوحيد الذي يمكن لشفيق أن يخلق استقطابًا ضده، وخاطروا بمصير الوطن لأن قادتهم قالوا لهم ذلك قبل غلق باب الانتخابات بساعات. يخوض التنظيم الإعادة ضد العسكر، ومن اعتبروا المتظاهرين السلميين يدبرون وقيعة بين الجيش والشعب يريدون منا اليوم تصديق أن محمد مرسي سينقذنا من العسكر. (2) «الاتنين خلصوا على بعض».. معركة حفيد عبد الناصر وشقيق أردوغان انتهت بإعادة بين كمال أتاتورك ومندوب دار المسنين بالمقطم. ومن أداروا معركة بالأمس مع مرشح الإسلام السياسي، الذي يجمعون أنه محترم انتهى بهم الأمر إلى الحشد اليوم لمرشح الإسلام السياسي، الذي يرون أنه يعمل للتنظيم لا للوطن، أما من قادوا معركة لإقناع الجميع بمرشح واحد للثورة، فقد اكتشفوا في النهاية أنهم شاركوا بدورهم في تفتيت الأصوات. تم بنجاح تقسيم أصوات مؤيدي الثورة إلى معسكر مدني ومعسكر إسلام سياسي، ومن يفرحون بالانتصار غير المتوقع كأن الصراع على قيادة المعارضة وليس رئاسة الدولة يثبتون أن كل شخص منا بداخله توفيق عكاشة صغير. يرى البعض أن من دعموا حمدين في نهاية السباق حققوا معجزة، ويرى البعض أن من دعموا حمدين في نهاية السباق منعوا المعجزة، وأرى أن أخطاءنا التاريخية هي المعجزة. حمدين حقق سقف الانتصار دون أن تدعمه كتل تصويتية تقليدية كالمسيحيين والسلفيين أو دوائر الإخوان، لكن اكتساحه في الحضر لم يغفر له عدم تمكنه من بناء تحالفات انتخابية واسعة ليصل للناخبين في الصعيد والمحافظات الحدودية. «أبو الفتوح» قدم فكرة تحترم، لكنه خاض مناظرة فردية المنتصر فيها خاسر، وانساق وراء تنظير سياسي لا جدوى له حول البيعة، وكأنه مرشح لرئاسة مكتب إرشاد الإخوان، ولم يوفق كرجل دولة عندما تحدث عن انبطاح السادات، كما أن أنصاره توقفوا عن الحديث عن مشروعهم للوطن، واتجهوا لموقف دفاعي يتحدث عن الفرص وضرورة التصويت الاستراتيجي ل«أبو الفتوح»، أما داعموه في حزب النور فقد اجتهدوا في حدود طاقتهم كقوى لا تستطيع حتى الآن أن تحشد سوى دينيًا، بينما مرشحهم يقدم خطابًا سياسيًا يقدم نفسه كمشروع للوطن. عموما، من يجتهد أن يحكم تنظيمه وحده سيجتهد الجميع ليفشل مشروعه، لأنه وحده، ومن يتصور أنه سيعود للحكم ثانية، مراهنا على غبًاء الإخوان، لا يعرف أن بقية خلق الله ليسوا أغبياء لهذه الدرجة. قد لا نعرف ما الذي يخفيه المستقبل لهذا الوطن، لكننا نعرف أننا قادرون على الحشد والاستبسال في الشارع، وإن كان شفيق يعتبر العباسية بروفة فنحن نعتبر 28 يناير بروفة.