احتفل عدد من النقاد والسينمائيين فى حرم الجامعة الأمريكية بالتحرير بختام فعالية «يوسف شاهين.. فى بقعة الضوء» أمس الأول، والتى نظمها برنامج السينما بقسم المسرح والفنون المرئية لأول مرة بالتعاون مع أفلام مصر العالمية خلال الأسبوع الماضى، مؤكدين أن المخرج يوسف شاهين كان «ظاهرة فنية» لن تتكرر فى السينما المصرية. وقال الناقد السينمائى، سمير فريد، خلال كلمته عن يوسف شاهين، إن الجامعة الأمريكية صارت هى الأمل للحفاظ على التراث السينمائى المصرى، ومنه أفلام يوسف شاهين فى ظل عدم اهتمام وزارة الثقافة بالتراث الفنى المصرى. وأضاف فريد أن وزارة الثقافة لا تهتم بالثقافة فى حد ذاتها وإنما على سبيل الترويج السياسى أو السياحى، وأن التراث الفنى بات مهددا بالاندثار، وكذلك الحضارة الفنية بمفهومها العميق، معترضا على التعامل مع السينما على أنها مجرد فن شعبى يعبر عن القضايا السياسية والاجتماعية دون التعامل معه على أنه فن إبداعى له تقنياته الخاصة. واختلف الناقد السينمائى مع المخرج خالد يوسف فى وصفه ل«يوسف شاهين» بأنه كان «قومياً عربياً» وأن أفلامه عبرت عن هذه القومية العربية، خاصة أفلام «صلاح الدين» و«جميلة بوحريد» و«الأرض»، قائلا: «شاهين لم يكن قوميا عربيا على الإطلاق، وإنما هو إسكندرانى، فهو إنسانى جدا ويعشق الإسكندرية بكل ما فيها». ورد فريد على أن الأفلام التى قدمها «شاهين» تمثل انتماءه للقومية العربية، بأن هذه الأفلام لم تكن إلا ترشيحا من المخرج عزالدين ذو الفقار، المخرج الرسمى للنظام الناصرى حينها بأن يخرج فيلمى «جميلة بوحريد» و«صلاح الدين»، مضيفاً أن شاهين لم يكن يعرف أين تقع الجزائر عندما عُرض عليه إخراج الفيلم الأول، إلا أنه أخرج الفيلمين بأداء رائع من منطلق إيمانه بفكرة التعاون بين العرب وليس القومية. ووصف فريد صورة اليهودى فى السينما المصرية بعد حرب 1956 بأنها أشبه ب«صورة اليهودى» فى السينما النازية، موضحاً أن يوسف شاهين كان أول من يقدم اليهود بشكل إيجابى فى فيلمه «إسكندرية ليه»، معتبراً أن فيلم «القاهرة منورة بأهلها» كان أفضل أفلام شاهين التى عكست واقع العشوائية التى تعانى منها مصر. حضر الفعالية التى تهدف إلى إلقاء الضوء على الأعمال الفنية ليوسف شاهين بالتركيز على القضايا التى قدمها فى أفلامه، المخرج خالد الحجر والناقد عصام زكريا، كما تم توقيع كتاب «المشروع القومى العربى لسينما يوسف شاهين» لعام 2010، الذى أعده مالك خورى نائب برنامج السينما بالجامعة الأمريكية عن أعمال شاهين.