طغت انتخابات الرئاسة على خطب الجمعة، حيث دعا خطباء المساجد الكبيرة في القاهرة، مثل «عمر مكرم والنور ومصطفى محمود والفتح» المصريين إلى قبول النتائج. وقال مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم: «إنني غير مفاجأ بمؤشرات نتائج الانتخابات التي أعلنت حتى الآن، فقد جاءت طبيعية لمقدمات ساهم فيها مرشحو الثورة الذين أصروا على الانقسام ولم يتوحدوا». وأضاف «شاهين» في خطبة الجمعة بمسجد «عمر مكرم»: «مؤيدو الثورة أكبر بكثير، ولو اتحدوا لكانوا اكتسحوا الانتخابات». وحمّل «شاهين» البرلمان مسؤولية وصول فلول النظام السابق لمراحل متقدمة في مؤشرات النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة, وقال: «لو كان البرلمان أصدر قانون العزل منذ فبراير الماضي لما كنا دخلنا في تلك الإشكالية»، ووجه حديثة لرئيس البرلمان قائلا: «لو وصل مرشح الفلول لكرسي الحكم فذنب الشعب كله في رقبتكم». وأكد «شاهين» أنه «يقف على مسافة واحدة من كل المرشحين لأن منبر عمر مكرم هو منبر الثورة ولا يصح أن يكون منبرا لأحد التيارات دون الأخرى». وأرجع ارتفاع نسب التصويت لمرشحي الفلول ل«اليأس الذي دب في قلوب المصريين الذين أصبحوا متشوقين إلى الاستقرار بعد عام ونصف العام من الأحداث الدموية التي اعتبروها من نتائج الثورة». وأضاف: «طول الفترة الانتقالية كان واحدا من أسباب علو أسهم مرشحي الفلول, أما لو أجريت الانتخابات بعد شهرين من التنحي لكان المشهد اختلف وجاءت النتائج في صالح مرشحي الثورة». ودعا «شاهين» المصلين للقيام بصلاة الغائب على روح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم حتى يرى المصريون هذا اليوم التاريخي. من جانبه وصف الدكتور سعيد عامر، إمام مسجد «النور»، انتخابات الرئاسة بأنها «نموذج يحتذى به في كل دول العالم». وقال «عامر» في خطبة الجمعة إنه «على جميع أفراد الشعب توحيد صفوفهم وأن يتحدوا حتى تنهض الدولة»، داعيا إلى «ضرورة قبول نتيجة الانتخابات لأنها تعبر عن إرادة واختيار الشعب، كما أنها جاءت نزيهة وبعيدة عن محاولة التزوير». من جانبه انتقد الشيخ عبدالله درويش، إمام مسجد «الفتح» برمسيس، مَن انتخبوا مَن وصفهم ب«مرشحي الفلول» في انتخابات الرئاسة، متسائلا: «لماذا بعتم دماء الشهداء بهذا الثمن البخس؟، هل ضحينا بدماء الشهداء الذين خرجوا في وجه الظلم والظالم؟». وأضاف خلال خطبة الجمعة: «نحن مقبلون على كارثة حقيقية في حالة تولي الرئاسة أحد أركان نظام مبارك»، وطالب جميع القوى السياسية والإسلامية بالتوحد وتنحية الخلافات جانبا حتى يستعيد الشعب ثورته من خلال إسقاط الفلول في انتخابات الإعادة، وعدم السماح لهم بشراء الأصوات كما حدث في يومي الانتخابات. وقال: «نجح أنصار مبارك وأذناب رموزه في تخويف المواطنين من الدولة التي يقولون إنها دولة دينية، وأقنعوا الناس بأنهم قادرون على إعادة الأمن في 24 ساعة، ونجحوا في تخوين القوى السياسية لبعضها، حتى تفرقت الأمة وتفتتت». وتابع: «تتعرض مصر لحرب حقيقية يقودها رجال أعمال مبارك من خلال الفضائيات التي زرعت الخلافات وفتتت الأمة». في سياق آخر، أكد الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، أن مصر «ليست أبعدية لأحد أو لحزب وإنما ملك لكل الشعب». وقال «سلامة» في كلمته في مسجد «النور» بالعباسية، الجمعة، عقب انتهاء خطبة الجمعة: «لن نسمح مطلقا بعودة نظام الفلول وعلينا أن ننتبه لذلك، وأن نتعاون لرفض إنتاج النظام القديم حتى تكون ثورة 25 يناير قد حققت أهدافها».
