أثارت وفاة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، ردود فعل عالمية واسعة، ونعى الفقيد عدد من الدول العربية والأجنبية، فيما نشرت الصحف الغربية تقارير عن حياته وإسهاماته الفكرية. واعتبر البيت الأبيض فى بيان له، أمس الأول، أن الراحل كان «صوتاً مدوياً للإيمان والتسامح»، مشيراً إلى مشاركته فى استضافة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بجامعة القاهرة عام 2009 لإلقاء خطابه الذى دعا إلى تجديد العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمسلمين فى العالم الإسلامى. بينما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن الأمريكيين سيتذكرون «الإمام طنطاوى» على الدوام، لمواقفه المنددة بالعنف بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 حينما قال: «ليس من الشجاعة بأى حال أن يقتل إنسان برىء»، لكن البيان الصادر عن الخارجية أخطأ فى وصف وظيفة طنطاوى وأكد أنه كان رئيساً لجامعة الأزهر. من جهته، أكد الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة أن بلاده تحفظ للفقيد «وداً وعهداً طيباً لما خصها من محبة خالصة ومساندة لاسيما فى محنة التطرف»، بينما قال رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان، الكاردينال جان لوى توران: «فقدنا صديقاً أظهر دائماً تفاهماً كبيراً وكان يرحب بنا بحرارة»، وأضاف فى مقابلة مع إذاعة الفاتيكان: «كان طنطاوى رجل حوار». ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الراحل بأنه كان «همزة الوصل» بين الحكومة والدين فى مصر، مضيفة أنه عمل مع حكومة الرئيس مبارك من أجل «فرض تفسير معتدل للإسلام». من جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» إن طنطاوى بالنسبة للبعض كان «ليبرالياً شجاعاً» فى حين يراه آخرون من «أبواق الحكومة المصرية»، مضيفة أنه «لم يكن خائفاً من الجدل حوله». من جانبها، رأت صحيفة «لوبوان» الفرنسية أن الخيارات الدينية للشيخ طنطاوى كانت تلقى توافقاً مع رغبات الرئيس مبارك، التى هدفت فى الأساس لإقامة وتطبيق «إسلام ليبرالى فى مصر».