اللواء حامد عبدالله مدير أمن حلوان: نواجه تجارة المخدرات والأسلحة والأفارقة المتسللين إلى إسرائيل

تختلف الجريمة فى حلوان عن باقى المحافظات، فهى ذات طبيعة خاصة، تجمع بين الريف والحضر والمناطق الصحراوية، تتنوع بين الاعتداء على المال والأخذ بالثأر وتجارة المخدرات. وفى القاهرة الجديدة، يقيم الصفوة، ويحتاجون إلى حراسات وتأمين من نوع خاص، قضايا عديدة حملتها «المصرى اليوم» إلى اللواء حامد عبدالله، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن حلوان وتحدث عنها فى حوار صريح.
قال اللواء حامد عبدالله إن مديرية أمن حلوان، وليد حديث، لم يتجاوز عمره سوى عامين فقط، تختلف فى طبيعتها الجغرافية عن باقى مديريات الأمن الأخرى، وتختلف فيها أنواع الجرائم، وذلك بسبب تنوع طبيعة المناطق بين الحضر كمدينة حلوان والمعادى والمجتمعات العمرانية الجديدة فى القاهرة الجديدة، ثم الريف فى المناطق الجنوبية وأخيرا الظهير الصحراوى فى المنطقة الجبلية جنوب وشرق المحافظة، وتختلف طبيعة الجريمة فى كل منها عن الأخرى طبقا لجغرافيتها.
والجريمة فى الحضر تتركز فى التعدى على المال مثل سرقات المساكن والسيارات والمحال، والجرائم المبتكرة، وللقضاء عليها، تم وضع خطة بحث لتحقيق المنع والكشف عن تلك الحوادث المجهولة وذلك بنشر الأطواف الأمنية وتكثيف مرور الضباط وضبط النوعيات الخطرة.
وأوضح أن هذه الخطة أسفرت عن ضبط 43 تشكيلاً عصابياً تخصصوا فى السرقات بأنواعها و30 متهم نشاط فردى و194 حالة تلبس فى المناطق الحضرية، وفى المناطق الريفية تنتشر جرائم الأخذ بالثأر والمشاجرات وحيازة الأسلحة غير المرخصة وسرقات الماشية وتبذل المديرية جهودا مكثفة للقضاء على الجريمة فى تلك المناطق من خلال اتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية الصادرة حيال هذه الحوادث فى وقتها وعقد جلسات الصلح بين العائلات بالاستعانة بالقيادات الشعبية بإشراف قيادات المديرية لإنهاء الخصومات الثأرية حقنا للدماء ولتحقيق استقرار الأمن داخل المنطقة ونجحنا فى إنهاء 9 خصومات ثأرية بمناطق الصف وأطفيح والتبين وتتواصل الجهود لإنهاء باقى الخصومات وكان من أبرزها إنهاء خصومة بين عائلتى «أبوحنيش والشافعى» فى قرية الشوبك وعائلتى «الغتامنة وأبوفرو» فى قرية الكدارية بمركز.
أما حيازة الأسلحة غير المرخصة فيتم إعداد حملات مدروسة واستهداف حائزى ومتجرى الأسلحة فضلا عن جهود الحملات المرورية والأكمنة الحدودية فى ضبط العديد من القضايا، وبالنسبة لسرقات الماشية فهى لا تمثل ظاهرة حيث تم خلال الثمانية أشهر الأخيرة ارتكاب حادثين فقط وتم ضبط الجناه.
أما المناطق الصحراوية فالجرائم فيها وفقا لجغرافيتها كالإتجار بالمخدرات والأسلحة النارية واستغلال البدو للدروب الصحراوية لتهريب المتسللين الأفارقة وارتكاب حوادث السرقات على الطرق السريعة المحيطة بالمنطقة الصحراوية، وتم نشر الأكمنة الحدودية الثابتة والمتحركة على الطرق السريعة وتكثيف المرور عليها واستهداف العناصر الإجرامية، وقد تم فى الفترة الأخيرة ضبط 19 أفريقياً على الطريق الدولى فى الصف داخل ميكروباص عقب تسللهم إلى البلاد عبر الحدود ومحاولتهم السفر إلى دولة إسرائيل بمعرفة بعض الأعراب وضبط سلاح نارى عبارة عن رشاش، وتم ضبط 4 متهمين عقب قيامهم بالسطو المسلح على مندوب الصرف فى إحدى شركات المقاولات وسرقة الرواتب وبحوزتهم سلاح آلى.
وحول انتشار ظاهرة الاتجار فى المخدرات والجهود التى تبذلها المديرية لمكافحتها، قال مدير الأمن إن المنطقة الجنوبية فى الصف وأطفيح ترتكز فيها تجارة المخدرات، بالإضافة إلى الظهير الصحراوى المطل على الطرق السريعة بدوائر قسمى القاهرة الجديدة والشروق حيث يقوم بعض الأعراب من المناطق المحيطة باتخاذ تلك المنطقة مسرحا لتجارة الهيروين وأسفرت الجهود عن ضبط ألف و225 قضية مخدرات بعدد ألف و247 متهماً وبحوزتهم طن بانجو و51 كيلو و29 جرام حشيش و4 كيلو هيروين.
وتتركز تجارة السلاح فى المنطقة الجنوبية التى تتميز بطبيعتها الريفية والجبلية واتساعها ووجود التعصب القبلى وأدى ذلك إلى ميول المواطنين إلى حيازة وتجارة الأسلحة النارية خاصة فى المنطقة الجبلية وأسفرت الجهود عن ضبط 265 قضية وتم تحريز 274 سلاح أنواع مختلفة منها 53 سلاحاً آلياً.
وحوادث السرقات على الطرق السريعة لا تمثل ظاهرة وإنما تنتشر لفترة ثم تختفى، والطريق الدائرى يقع فى زمام دوائر أقسام القاهرة الجديدة أول وثان وثالث والشروق ولا توجد سوى 7 بلاغات على فترات متباعدة خلال الثمانية أشهر الأخيرة وتم ضبط عدد كبير من الجناة فى خمس حوادث. وحول انتشار الكلاب الضالة، أكد اللواء حامد عبد الله أن البلاغات تعددت من المواطنين فى مختلف أقسام المديرية من انتشار الكلاب الضالة، وتم التنسيق مع إدارة الخيالة للقيام بحملات، أسفرت عن إبادة 626 كلباً ضالاً و29 قطة.
وعن علاقة المواطن برجل الشرطة أكد أن السياسة العامة لوزارة الداخلية من خلال المبادئ التى وضعها الوزير حبيب العادلى تقوم على حسن العلاقة بين المواطن ورجل الشرطة، فالشرطة تحقق العديد من الخدمات للمواطنين وتحافظ على الأمن وتحترم مبادئ حقوق الإنسان من خلال ترسيخ مفاهيم حسن معاملة المواطن كما يتم تنظيم دورات لضابط المديرية لتعريفهم بمفاهيم حقوق الإنسان واستحدثت الوزارة أقساماً لحقوق الإنسان فى جميع المديريات.
وتتخذ الداخلية أطر كثيرة للارتقاء بمستوى فرد الشرطة بالتوعية الثقافية والصحية والدينية باعتبارهم الركيزة الأساسية فى البناء الأمنى وتحقيق الاستقرار.
وإدارة قوات أمن حلوان نفذت توجيهات الوزارة فى مجال الرعاية الصحية، بحيث يتم فحص المجندين طبيا بمعرفة أطباء الإدارة فور استلامهم من الإدارة العامة لتدريب قوات الأمن وتطعمهم ضد الالتهاب السحائى والحمى الشوكية، وفى حالة ظهور أى أعراض مرضية وإصابات للمجند خلال فترة تجنيده سواء كانت بسبب الخدمة أو غيرها، يتم علاجه على نفقة الدولة بمعرفة الإدارة العامة للخدمات الطبية وفى مجال الرعاية الاجتماعية يتم صرف إعانة اجتماعية فى حالات وفاة الأب أو الأم أو الزوجة أو أحد الأبناء من صندوق زمالة المجندين ويصرف له تعويض حسب نسبة العجز إذا أصيب أثناء الخدمة إما دفعة واحدة أو معاشاً شهرياً حسب الحالة، وتم توفير عنابر إعاشة متطورة للمجندين داخل المعسكرات.
والجهود التى تبذلها المديرية للحد من الحوادث المرورية على الطرق السريعة بتكثيف التواجد الشرطى على الطرق السريعة من خلال الأكمنة الثابتة والمتحركة، وتم وضع علامات إرشادية لقائدى السيارات تحذرهم من المخالفات المرورية وتساعدهم أثناء القيادة ويتم عمل حملات مرورية مكثفة للكشف عن قائدى السيارات الذين يقودون وهم تحت تأثير المواد المخدرة وأسفرت تلك الجهود فى الحد من انتشار الحوادث، حيث سجلت الحوادث فى شهر يناير من عام 2009عدد 69 حادثاً على الطرق السريعة منها 30 حادثاً داخل المدينة فى حين سجل عدد الحوادث انخفاضاً كبيراً فى يناير من العام الحالى، حيث تم رصد 73 حادثاً منذ بداية العام على الطرق السريعة و52 حادثاً داخل المدينة، ويرجع ذلك إلى الإجراءات التى قامت بها إدارة مرور حلوان.