قالت وكالة رويترز للأنباء، إنه لأول مرة يذهب المصريون للتصويت في انتخابات رئاسية نتيجتها ليست معروفة سلفا، مشيرة في تقرير لها حول انتخابات الرئاسة التي ستشهدها مصر صباح الأربعاء، إلى أنه «بعد ستة عقود تحت حكم رجال من الجيش يمر المصريون بتجربة جديدة عليهم تتمثل في انتخابات رئاسية لا أحد يعرف نتيجتها سلفا». وأضاف التقرير: «سيدلي المصريون بأصواتهم يومي الأربعاء والخميس، لانتخاب رئيس يخلف حسني مبارك، الذي اطاحت به قبل 16 شهرا ثورة شعبية، أفضت إلى بدء فترة انتقالية تحت قيادة الجيش عمها الاضطراب، وتخللها انتخاب برلمان يهيمن عليه الاسلاميون». وشددت الوكالة على أنه «لم يحدث أي انتقال حقيقي للسلطة حتى الآن، فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يقوده المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع طوال العشرين عاما الأخيرة من حكم مبارك، لا يزال ممسكا بأعنة السلطة، ويعد بتسليمها بحلول أول يوليو بعد انتخاب رئيس جديد، لن يعرف على الأرجح إلا بعد جولة إعادة في يونيو». وأكدت أن «مصر تلاقي صعوبة في تحديد مستقبلها بعد بريق الأمل المبهر، فقد روع الشد والجذب على مدى شهور طويلة بين الجيش والإسلاميين والمحتجين وغيرهم كثيرا من المصريين، وخيب أمل بعض الشبان الذين ساعدوا في الإطاحة بمبارك». وتابعت: «يأمل كثير من المصريين أن تستعيد بلادهم يوما ما وضعها القيادي في العالم العربي، الذي فقدته فعليا عندما وقع الرئيس أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، وأصبحت مصر ركيزة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وأكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد إسرائيل». وكشف التقرير عن أن التحدي الطاغي والملح للرئيس الجديد، يتمثل في «إحياء الاقتصاد الذي عصفت به شهور الاضطرابات وعدم اليقين، والتصدي للفقر والبطالة وانهيار الخدمات العامة، وهي الأمور التي ساعدت في تفجير الثورة العام الماضي». وقال: «لا يمكن لأحد أن يتوقع الفائز من بين الثلاثة عشر مرشحا، وهذا في حد ذاته تغيير كبير، بعد العروض الانتخابية الهزلية المملة التي كانت تقدم طوال حكم مبارك على مدى 30 عاما». ونقلت الوكالة عن راشد خالدي، أستاذ الدراسات العربية بجامعة كولومبيا في نيويورك قوله إن «العلاقات الدستورية غير محددة بالمرة. وهذه أكبر مشكلة في مصر. القضية ليست هي الإسلاميين الأصوليين أو الاخوان المسلمين، وإنما هي البرلمان أم الرئاسة وفي يد من ستكون السلطة حقا». وينفي قادة الجيش أي رغبة في إدارة شؤون البلاد، «لكن يكاد لا يشك أحد في طموحهم إلى الاحتفاظ بالامتيازات الواسعة للجيش وضمان دور قوي وراء الكواليس». ولفتت الوكالة إلى أن المنافسة فيها تنحصر بين الإسلاميين وبين شخصيات أكثر علمانية وخصوصا الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، والذي سبق له ايضا العمل وزيرا للخارجية في عهد مبارك، وأحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهده». وتوقعت أن «يفوز موسى وشفيق بكثير من أصوات المسيحيين الذين يشكلون نحو عُشر سكان مصر وعددهم 82 مليونا، ويخشون من تداعيات تزايد قوة الإسلاميين»، موضحة أن من بين المرشحين الإسلاميين عبد المنعم أبو الفتوح «الذي يسعى لاجتذاب أصوات الليبراليين والسلفيين»، أما المرشح «الناصري» حمدين صباحي فيستند إلى دعوته للعدالة الاجتماعية. وعن جماعة الإخوان المسلمين قالت الوكالة «من يشك في أن الاخوان تخلوا عن تحفظهم السياسي، كان عليه حضور تجمعهم الانتخابي الأخير الصاخب في قلب القاهرة مساء الأحد،وكانت الجماعة تنتهج في عهد مبارك أسلوب الصبر والتدرج تجنبا للتعرض للاضطهاد وتعمل على تحقيق مكاسب محدودة في الانتخابات التي كانت السلطات تزورها بشكل معتاد، وبعد سقوط مبارك قالت جماعة الإخوان إنها لن تقدم مرشحين لكل مقاعد البرلمان، ولن تقدم مرشحا لمنصب الرئيس، وهي وعود نكثت بها فيما بعد». وأضافت أن الجماعة حشدت في ميدان عابدين الآلاف «ليهتفوا لمرشحها الاحتياطي الذي يفتقر إلى البريق محمد مرسي، والذي اعتلى خشبة المسرح وسط أضواء والعاب نارية وحماس ألهبه شبان يرتدون قمصانا بيضاء وعصائب حمراء». وتعهد المهندس الذي درس في الولاياتالمتحدة بمحاربة من قال إنها «شخصيات فاسدة من عهد مبارك تحاول إعادة البلاد إلى الوراء أو العبث بالانتخابات أو الأمن».