يدعو الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، فى حواره مع «المصرى اليوم» صباح أمس، الدكتور محمد البرادعى، إلى دخول الحزب الوطنى، ليبدأ العمل السياسى من القاعدة، وصولاً إلى القمة فيما بعد إذا أراد!.. وربما تكون هذه الدعوة، هى الفكرة الأهم، فى الحوار الذى أجراه الأستاذان مجدى الجلاد ومحمود مسلم، واحتوى على أفكار كثيرة مهمة، لا يجوز أن تمر علينا دون أن تستوقفنا! فى الحوار نفسه، كان الدكتور سرور، قد وصف طريق عمرو موسى إلى الترشح للرئاسة، بأنه طريق مسدود، ولم ينتبه رئيس مجلس الشعب إلى أن دعوته تضع الدكتور البرادعى، من حيث لا يدرى، فى الطريق نفسه... طريق عمرو موسى المسدود! ولا أحد يعرف كيف حسبها الرجل، وهو يطلق مثل هذه الدعوة، من فوق مقعده، داخل البرلمان، ولكن ما نعرفه أن وجود اسم الدكتور البرادعى الآن، على رأس قائمة الأسماء المرشحة، فى أى معركة رئاسية مقبلة، إنما هو إفراز ساعدت عليه الظروف ويتعين علينا أن نحتفى به، لا أن نبدده.. وإذا كان رجل مثل البرادعى، سوف يكون مرشحاً أمام مرشح الحزب الوطنى، فى الانتخابات المقبلة، فهو فرصة قادتنا إليها اللحظة، لا يليق أن نجهضها! الدكتور سرور يعرف جيداً، أن البرادعى لن يدخل الحزب الوطنى، ويعرف أيضاً أن وجود البرادعى منافساً لمرشح الحزب، من خارجه، إنما هو أفضل بكثير للحزب ذاته، ولمرشح الحزب أيضاً.. فلا يجادل أحد فى أن الرئيس مبارك، إذا كان هو مرشح الحزب، فى أى انتخابات رئاسية مقبلة، فإنه يجب أن ينافس أقوياء، من عينة البرادعى، أو عمرو موسى، أو غيرهما من المحترمين، بدلاً من أن ينافس أشباحاً، وأشباه مرشحين! وإذا كان الدكتور سرور، يوجه مثل هذه الدعوة إلى البرادعى، فهو يدرك جيداً، أن فيها إجهاضاً حقيقياً للبرادعى، بوصفه فرصة لاحت فى الأفق أمام المصريين، وهى فرصة يجب أن نستثمرها، وأن نفتح أمامها الطريق، ليكون لمصر فيها نصيب، بدلاً من أن نصادر عليها، ونغلق عليها الباب، ونوجهها إلى حارة سد، بمثل ما أن عمرو موسى، على حد وصف سرور، قد اختار أن يمشى فى حارة سد! وبدلاً من هذا اللف والدوران، حول البرادعى وموسى، وحول فرصة كليهما فى أى معركة من هذا النوع، فإن الأسهل هو تعديل الدستور، بما يتيح لهما فرصة طبيعية، لا أن نتكلم على طريقة جحا، الذى لما أراد أن يلمس أذنه اليمنى، بيده اليسرى، مد يده من وراء رأسه، فى اتجاه أذنه، بما جعل المسألة صعبة دون مبرر، وكان فى إمكانه أن يجعلها سهلة، لو أنه مد يده من أمام وجهه، وليس من وراء ظهره! وكان الدكتور على السمان، قد روى فى سيرته الذاتية، أن الدكتور فتحى سرور، لديه من صغر سنه، قدرة هائلة على الدعابة.. ويبدو أن دعوته للبرادعى دعابة فعلاً، لولا أننا فى ظرف لا يحتمل مثل هذه الدعابات!